الذكاء .. د. حسام يوسف يكتب: هل أنت ذكي؟.. الذكاء ليس صفة وراثية .. بل مكتسب

هل نظرت ذات مرة في المرآة وسألت نفسك، هل أنا ذكي؟ ربما يكون السؤال قد دار في خلدك، وربما بنفس السيناريو، وكانت إجابتك بالطبع أنك في منتهى الذكاء، وحينما تسأل نفسك عن أسباب الاخفاقات التي مررت بها في حياتك، ستجيب على الفور بأنه الحظ والظروف والنصيب وأشياء أخرى هي السبب، وإذا سلمنا بأنك شخص ذكي ألمعي، هل تعرف أي نوع من أنواع الذكاء تنتمي إليه؟

ولننطلق من البداية، عندما ولدنا كانت خلايا المخ تقدر بمائة مليار خلية عصبية وتتركز هذه الخلايا في طبقة يبلغ سمكها 2 ملليمتر على السطح الخارجي للحاء المخ والمعروف بمادة الدماغ السنجابية. وعلى مدار حياتنا يتعين على عقولنا أن تعالج 3 مليارات محفز كل ثانية لنبقى مستيقظين، وأن تعوض ملايين الخلايا التي نفقدها يومياً، ويبلغ وزن المخ في المتوسط 3 .1 كجم ويشكل نحو 2% من وزن الجسم ومع هذا يستهلك أكثر من 20% من الطاقة، فهو يعمل بلا توقف طوال حياة الشخص. ويتحكم المخ في كل أجهزة الجسم وتفاعلاته وفي سبيل ذلك يحتاج إلى غذاء صحي متكامل، وهناك ملايين من خلايا المخ تموت يومياً بسبب سوء التغذية ونقص الأكسجين والضغوط النفسية، والأدوية والسموم والتلوث البيئي، ويعد الإفطار أهم وجبة للمخ لبدء عمله بنشاط في يوم جديد بطاقة مصدرها الكربوهيدرات، وهناك أبحاث أثبتت أن نوعية الأطعمة قد تؤثر في التفكير، فالبروتينات مثلاً تؤدي إلى تحسن التفكير، والسكريات تؤثر في السلوك العاطفي .

تابع صحيفة أملاك العقارية على جوجل نيوز

تعدد أنواع الذكاء

وتتعدد أنواع الذكاء وتختلف حيث تصل إلى سبعة، ومنها الذكاء اللغوي أو اللفظي، ويقصد به القدرة على التحدث والتأليف والفصاحة، ويكون للشخص قدرة متميزة على الحفظ والتذكر، وهناك الذكاء المنطقي الذي يشمل القدرة على الحساب ومعالجة الأمور المنطقية، بينما الذكاء الحيزي وهو التفكير بالصور وتخيل الأمور بطريقة ثلاثية الأبعاد، والذكاء الموسيقي يعني القدرة على سماع الألحان وفهم تآلفها واتساقها، والذكاء الجسدي وفيه تكون قدرة العقل على التحكم بالجسم بسرعة ومهارة، والذكاء الجماعي أي القدرة على فهم الآخرين بسلاسة ويسر والتعامل معهم بفهم شديد، وأخيراً الذكاء الفردي ومن خلاله يتمكن الشخص من معرفة قدراته وإمكاناته الذاتية وتطويرها.

وبرغم الاختلاف بين تلك الأنواع، لكنها تتفق في أن الذكاء ليس وراثياً، بل مكتسب، كما أن التعلم والتدريب يطور معدلاته وينميها، لأن الشخص العادي يستخدم 4% فقط من إجمالي إمكاناته العقلية والذهنية، أي أن هناك 96% من إمكاناتنا الذهنية غير مستغلة أو مستخدمة وتنتظر التطوير من جانبنا .