د. حسام يوسف يكتب في عموده دردشة إدارية: الملك عبد العزيز نموذج نادر من القادة

يركز علم الإدارة على دور القيادة في التأثير على مفردات العمل الإداري، ومراحله المختلفه، وتأثيره في المجتمع، ومن هذا المنطلق تحرص معظم الشركات الكبرى على أن تتبنى منهجية في قيادة موظفيها، ولقد برزت على السطح نظريات متعددة عن مدارس القيادة، وأسلوب تطويرها ومنهجية العمل من خلالها. . ودارت تساؤلات عدة عن القائد وهل يولد أم يصنع، وهل القيادة موهبة فطرية أم مكتسبة . . الخ . ( الملك عبد العزيز )

في الواقع لا أحد ينكر الدور الرائد الذي يلعبه الباحثون الأمريكيون في إثراء العملية الإدارية برمتها، فلهم يعود الفضل في بلوره الفكر الإداري إلى ما نحن عليه الآن، ولقد صنفوا القادة من خلال ثلاث نظريات، منها النظرية الموقفية، والتي تعد أقدم النظريات نسبياً، فقد ظهرت منذ ما يقرب من أربعة عقود، وتعني أنه لا يوجد نمط واحد فقط، أو منهج إداري معين يمكن أن يتحلى به القائد في إدارته، إنما يجب أن يكون مرناً في التعاطي مع المواقف المختلفة طبقاً للظروف البيئية والمتغيرات عند اتخاذ القرار، وتنطبق هذه النظرية بشكل كبير على رجال الأعمال والمستثمرين في قراراتهم الاستثمارية، والتي ترتبط بالأسواق المالية مثل المليارديرين وارن بافيت، وريتشارد برانسون.. وفي السياسة يعد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود نموذج للقائد الفذ.

بينما جاءت النظرية السلوكية للقيادة، ونظرية السمات لتؤكد أن القائد يجب أن يتمتع بحزمة من الصفات والسلوكيات الموروثة، منها الذكاء والقدرة على الإقناع واستمالة الآخرين، والتأثير فيمن حوله، وأن ردود أفعال القائد، تكاد تكون متطابقة في المواقف انطلاقاً من سلوكاته السابقة، وتاريخه عبر المواقف المختلفة، ومن أبرز الأمثلة على القائد السلوكي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وصدام حسين، اللذين كان من السهل توقع سلوكيهما وردود أفعالهما في الكثير من الأحداث .

عوامل مشتركة وصفات أساسية لدى القادة

بالرغم من التباين بين المدارس التي صنفت القادة وتناولت القيادة منهج بحث، وعرضت لبعض نقاط الاختلاف بينهم، فإن هناك عوامل مشتركة وصفات أساسية لدى القادة جميعاً من كل المدارس والنظريات، منها القدرة على التحفيز، وخلق جو مناسب للإبداع، والتعامل بإنسانية مع الموظفين وربط الإنتاج بمعدلات أداء ومؤشرات زمنية لقياس العائد .