جمال الزامل يضع الخطوط العريضة لمهام وواجبات ومتطلبات الرئيس التنفيذي الناجح

بقلم: أ. جمال عبدالرحمن الزامل

يُعرف الرئيس التنفيذي بأنه هو الشخص المسئول والمشارك عن سير أعمال الشركة التي ينتمي بدءاً من وضع الأهداف و تنظيم الموارد وتوجيه الموظفين حتى تتوج متابعته وجهوده لمطابقة المخطط بالمنجز، تبدو المهمة في ظاهرها سهلة ويسيرة، ولكنها في حقيقة الأمر مهمة تحتاج لعزيمة قوية وإصرار وذكاء، واجتهاد بعيداً عن الوهم الذي تسوقه الأضواء، ويتأثر به الشباب حديثي السن.

مسئولية تحمل النتائج

نتحدث اليوم في هذه المساحة عن الرئيس التنفيذي CEO، الذي يتعرض دوماً لموجة من الحسد على منصبه، ويظن البعض أنه مرفه، ولا تقع على عاتقه الكثير من المهام، حتى إذا أشرفت السفينة على الغرق، يستغيثون به بعد الله: افعل شيئًا فإذا غرقت، لا سمح الله، يُحمله الجميع المسئولية، ويكون شعارهم: أنت المسئول.!، لذلك يَخفي هذا المنصب خلفه الكثير من المسئوليات، الإنجازات، الإخفاقات، الأخطاء المدمرة، النجاحات المبهرة والكثير هذا المسمى الأنيق (Chief Executive Office) هو الذي رفع آبل Apple ووضع نوكيا Nokia وباع ياهوو Yahoo

الرئيس التنفيذي منصب تحته إدارات

لذلك عندما أتحدث عن مهام ووجبات ومسؤوليات الرئيس التنفيذي، فإنني لا أتحدث عن المنصب الذي يستعجل بعض الشباب في إضافته في بطاقة أعمالهم Business Card، وحينما يسأله الناس ماذا تعمل؟ يقول: أنا Co-founder وCEO في شركة كذا الناشئة وهذه الشركة تتكون منه ومن صديقه وربما أخيه، أنا أحدثكم عن الرئيس التنفيذي الحقيقي الذي يعمل في شركات كبيرة لها تأثيرها في السوق وفي المجال الذي تعمل فيه، ويكون تحت مظلته رؤساء إدارات مثل: -مدير التشغيل COO – المدير المالي CFO – مدير التسويق CMO – المدير التقني CTO وغيرهم من الألقاب التي لها بريق يعجب الناس، ولكنها صدقًا لا تثير انتباهي قيد أنملة؛ العبرة بالإنجاز خلف كل لقب من هذه الألقاب.

الضغوط النفسية واحتمال فشل الخطط

وهنالك عبارة مثلما الرئيس التنفيذي ” الأجر على قدر المشقة” لا أذكر من قالها، ولكن بالفعل يحصل الرئيس التنفيذي على الأضواء وهذا الراتب مقابل الكثير من الضغوط النفسية والمخاوف من احتمالية فشل خطته أو استراتيجيته الإدارية ومن واقع خبرتي أخبركم بالوصفة السرية: لا توجد وصفة سرية فقط: تجربة+ خطأ+ تعلم.

إضافة للضغوط الداخلية داخل الشركة، فإننا نجد الرئيس التنفيذي دائمًا يقع بين المطرقة والسندان، يتعامل مع تحديات خارجية متمثلة في الأسواق والمنافسين والمستثمرين والمؤسسات الحكومية ومع تحديات داخلية متمثلة في المديرين والموظفين والتحدي الدائم الخاص بتهيئة بيئة عمل مستقرة تسمح بالاستمرارية وتعمل على رفع مستوى الأداء باستمرار.

مطلوبات الرئيس التنفيذي الناجح

1- النوم من 4 – 6 ساعات يوميًا كحد أقصى.

2- الجلوس مع الزوجة والأبناء مرة واحدة أسبوعيًا وربما شهريًا.

3- الذهاب إلى الطبيب كل أسبوعين على الأقل للتأكد من ثبات حالتك الصحية.

4- اكتساب صفات القيادة (نعم .. يقولون القيادة فطرية، وأنا أقول: القيادة مكتسبة من الظروف والأحوال).

5- تمكن وبراعة شديدة في مهارات التواصل الفعال: القدرة على كسب الجميع من المدراء حتى العمال (مهم جدًا لتحقيق المستهدف).

6- الانضباط الانفعالي: فلا إسراف في المشاعر على حساب العمل، ولا تجاهل للنواحي الإنسانية في العمل.

7- السفر كثيرًا (يبدو هذا ممتعًا، ولكنه – صدقني – مرهق للغاية، وخاصة مع التقدم في العمر).

8- المرونة الشديدة (حتى يمكنك التعامل بحكمة ووعي مع المتغيرات).

9- التعلم المستمر طلب العلم عليك – عزيزي الرئيس التنفيذي الناشئ – فريضة وليس رفاهية أتعلم حتى الآن أتعلم من شباب في عمر أبنائي أشياء لا أعرفها عن التكنولوجيا والتسويق، ولا أرى أي غضاضة في هذا.

يوم أن تتكبر على العلم اعلم أنك لا تصلح للقب CEO.

10- الالتزام: أنت مرآة جيش ضخم من الموظفين والمدراء والعمال والعملاء والشركاء والمساهمين ورجال الأعمال.

الالتزام لك ليس اختيارًا بل هو إلزام حتمي.

قد يكون كلامي به بعض الشدة عن الرئيس التنفيذي – وخاصة في مخاطبة أبنائي – ولكن خذها مني حكمة يا ولدي: كوب ماء ألقيه في وجهك لتفيق، خير من قطعة حلوى أضعها في فمك لتسكر كن رجلاً على قدر المسئولية والتحديات لتصبح CEO تفتخر – أنت – به ولأعزائي من CEOs: أين وصلت في إنجازاتك وحياتك؟