مع اقتراب طرح وزارة العدل لعدد كبير من المزادات العقارية الإلكترونية، اختلفت آراء وردود فعل العقاريين حول مدى جدوى وأهمية هذه الخطوة التي وجدت التأييد من الكثيرين من المهتمين، وعزت ذلك إلى تعزيز مبدأ الشفافية ورفع مستوى التنافسية بين أفراد المجتمع، وسهولة التحقق من أهلية المشاركين، الحد من صعوبة إجراءات الحضور. بينما يرى البعض الآخر أنها ستكون خطوة مكملة للمزادات العادية التي لا يمكن الاستغناء منها، ويتم اللجوء إليها في ظل ظروف محددة.
صحيفة «أملاك العقارية» بدورها استطلعت عدد من المختصين والعقاريين حول الموضوع.. فخرجت بالحصيلة التالية:
خالد المبيض: تعزيز ثقة المستهلك والمشترى
في بداية الاستطلاع تحدث الخبير العقاري خالد المبيض رئيس شركة منصات العقارية مشيداً بخدمة المزادات العقارية الإلكترونية التي أطلقتها وزارة العدل، واعتبرها توجه ممتازة لأنها تقع بين علاقة الوقت وثقة المستهلك؛ مشيراً إلى تعزيز وارتفاع هذه الثقة بفضل الوقت الكافي الذي تأخذه هذه المزادات في التداول والمشورة من أصحاب الخبرة والمهتمين.
وأوضح المبيض أن المزادات الإلكترونية سوف تبرز تحديات كثيرة في مقدمتها إثراء روح التنافس العالي وذلك لتوفر المعلومات بشتى أنواعها لعدد كبير من المشاركين على المنصة الرقمية؛ مما يمكن المزايدين والمشترين من اتخاذ القرار المناسب، وأبان أن قواعد اللعبة للوسيط قد اختلفت، مما يتطلب عملاً كثيراً من الملاك والمسوقين بتوفير إحصائيات وبيانات على ارض الواقع قد تكون متوفرة عند المنافسين على العقار موضع المزاد.
المهندس الصليع: تأجيل عدد الصفقات المهمة
ومن جانبه أكد المهندس المدني مساعد محمد الصليع أن خطوة المزادات العقارية الإلكترونية تحسب لصالح وزارة العدل والتي تأتي ضمن برنامج التحول الرقمي العديدة التي أطلقتها الوزارة خلال هذه الفترة, وبين أن هذا النظام يُعد حديثاً في الوقت الحالي وغير مكتمل المعالم؛ حيث من الصعب للمواطن الراغب في الحصول على منزل العمر يتخذ قراره من خلف الأجهزة، وخاصة أنه قرار مصيري يحتاج إلى توفر تقارير إنشائية شاملة للعقار.
وأشار الصليع إلى ضبابية السوق خلال الجائحة؛ حيث أنه في الوقت الراهن يصعب التنبؤ بسرعة مقدرة تعافي السيولة للمشتريين والقوة الشرائية للمواطنين ورغبة أصحاب التركات في المحاكم الانتظار إلى حين انفراج الأزمة مما يسبب تأجيل عدد الصفقات المهمة .
عبدالله العلوان: زيادة كفاءة المزادات
ومن جانبه، أفاد عبدالله العلوان المدير التنفيذي شركة بصمة العقارية أن الشركة قد هيأت فريقها على المتطلبات التقنية واستحضار كافة البرامج الإلكترونية والتدريب المناسب لذلك، واعتبر العلوان أن المزادات الإلكترونية خياراً بديلاً للأسلوب التقليدي، موضحاً أن من أهم مميزاته زيادة كفاءة المزادات بتوفير المعلومات المطلوبة وأيضاً عدم إضاعة الوقت في المزادات التقليدية التي قد يحدث من خلالها ممارسات البعض مثل بث الإشاعات خلال فتره المزايدة، مما قد يهز ثقة الراغبين في الشراء، وأيضا من مميزاتها إتاحة فرصة مشاركة فئات تجد صعوبة في التواجد مثل النساء المهتمات بالشأن العقاري أو رجال الأعمال الذين لا يستطيعون التواجد لساعات طويلة أثناء المزاد التقليدي، حيث يمكنهم المشاركة افتراضياً في أي مكان في العالم من خلال المزاد الإلكتروني.
بندر الحمود: تجهيز البنية التحتية للخدمة
وفي ذات الموضوع، أكد بندر الحمود مدير عام مؤسسة بندر الحمود للمزادات، أنه تم تجهيز البنية التحتية للخدمة بالتنسيق مع مزود الخدمة بوزارة العدل، لكي نقدم خدمات مميزة للعملاء تواكب العصر الرقمي، وأفاد الحمود أن خدمة المزادات الإلكترونية هي خدمة إضافية لا يمكن أن تلغي أهمية وجود المزادات التقليدية وإنما سوف تصبح مكملة يتم اللجوء إليها في ظل ظروف محددة، وشدد الحمود أنها لن تكون هي الرئيسة خلال الوقت الراهن، موضحاً أن كثير من أصحاب التركات والورثة والمشترين غير متحمسين للمزايدة خلال في الوقت الحالي خاصة بعد الجائحة ورفع القيمة المضافة من العوامل الجديدة في السوق.
سالم الطويرش: بعض التجار لا يحبذون التقنية
ومن جهته، قال سالم الطويرش مدير المزادات بشركه كنوز مكه للمزادات العقارية -اعتاد الناس على حضور المزادات في القاعات وبث روح المنافسة بينهم وتشجيع السلعة المعروضة من خلال المزايدة بينهم، ومع انتشار جائحة كورونا تم تعليق وتأجيل الحضور للمزادات بما فيه الاختلاط وتجمعات، ويمكن تطبيق برتوكول خاص المزادات يحقق التباعد الاجتماعي بحجز قاعات أكبر وجعل مسافات كافية بين الجمهور ويحدد دخول صالة المزاد لمن لديهم شيك مصدق فقط دون غيرهم.
وأضاف الطويرش: نلاحظ حرص كثير من التجار والعقاريين على الحضور والمشاركة بأنفسهم بعدين عن التقنية الحديثة والمستجدة، ونرى أن مستقبل السوق غير ثابت من ناحية بيع العقار والإيجار بسبب مخاوف الإقبال عليها من بدء مشروع إيجار المحل حتى الافتتاح حيث يمر بحقبه من الوقت وقد يكون العائد بسيط وربما قد يخسر.