يعاني مستأجرو الشقق السكنية في حياتهم اليومية من مشاكل عديدة تواجههم، جراء اختيارهم السكن في وحدات سكنية قد تنعدم فيها بعض مطلوبات الراحة النسبية، وذلك نتيجة لظهور عيوب في التصميم ونوعية البناء، إضافة إلى ذلك رداءة توصيلات الكهرباء والسباكة والصرف الصحي، وغيرها من الأشياء المزعجة التي تكدر صفو العيش وتعجل بالرحيل من المبنى. صحيفة «أملاك العقارية» وقفت على تقييم بعض والخبراء وسكان الشقق لوحداتهم السكنية وللخدمات التي يقدمها المجمع لهم، عبر هذا الاستطلاع:
محمد الخشان: تأخر استجابة اتحاد الملاك
في البداية تحدث الخبير العقاري محمد الخشان لـ «صحيفة أملاك» مؤكداً أن العديد من الوحدات السكنية في بعض المجمعات الكبيرة تعاني من مشاكل خدمية كثيرة، وخاصة في الخدمات المشتركة بين السكان، مشيراً إلى الإشكاليات التي تحدث في السباكة وعدم جودة الأدوات المستخدمة وسوء تنفيذها، مما يتسبب في التلوث البيئي والصحي والبصري.
وقال الخشان هنالك العديد من المستأجرين يشتكون من تأخر استجابة اتحاد الملاك لصيانة الأعطال التي تحدث من حين إلى آخر، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة وتذمر السكان؛ خاصة في الأشياء التي لا تستحمل تأخير مثل المصاعد والنظافة والسباكة وغيرها من الخدمات المهمة.
وعن توجهات البعض نحو اللجوء إلى شقق التمليك، أوضح الخشان أن ما يقوم به المستأجر من دفع لأقساط شقة بالتمليك على مدار السنوات يوازي سعر فيلا، لذلك لا أنصح بشقق التمليك.
المهندس الصليع: اختبار كفاءة العزل الحراري
ومن ناحيته، أكد المهندس مساعد محمد الصليع هنالك عيوب كثيرة تظهر للمستأجر أو المشتري بعد فترة من سكنه في الوحدة السكنية، وخاصة عيوب التشطيب، وسوء تنفيذ أعمال الكهرباء والسباكة وعدم مطابقة المواد المستعملة فيها للمواصفات المعتمدة، وأشار الصليع إلى أن عيوب البناء تظهر في تشققات الأسقف والجدران.
ونصح المهندس الصليع كل من أراد استئجار أو شراء وحدة سكنية بالاستعانة بخبير مختص في جودة واستدامة العقار؛ لأن هنالك الكثير من الوحدات السكنية تكلف صاحبها أموالاً طائلة في معالجة أخطاء التنفيذ والتشطيب والتصميم، منبهاً إلى ضرورة التأكد واختبار كفاءة العزل الحراري.
وناشد المهندس الصليع بضرورة تعاون الملاك مع المستأجرين في تنفيذ أعمال الصيانة لأن المصلحة ستكون مشتركة بتقديم خدمة جيدة للعميل وفي نفس الوقت يحافظ المالك على ثروته، ويجب أن تكون الخدمات المقدمة توازي القيمة التأجيرية المدفوعة.
الجمعان: الملاك لا يهتمون بعمليات الصيانة
وبدوره تحدث الخبير والمسوق العقاري محمد الجمعان مؤكداً أن عمليات التطوير العقاري في الكثير من المجمعات السكنية لا تطبق كل المواصفات المطلوبة بدءاً من التصاميم ومواد البناء المستعملة والتشطيب، مما يجعل العملية تجارية بحتة يدفع ثمنها مستقبلاً المستهلك الأخير، وأثنى الجمعان على قرار التامين على عيوب المباني الخفية؛ موضحاً أنه سوف يضبط جودة المنتجات العقارية، رغم من تأثير القرار على زيادة التكلفة؛ إلا أنها تحفظ العقارات من الصيانة المتكررة، وتمنحها قيمة إضافية وفق شهادة التامين.
وعن ملاحظاته، أبان الجمعان أن بعض المجمعات السكنية لا يهتم ملاكها بعمليات الصيانة الدورية والنظافة المستمرة، وأن أغلب من نسألهم عن ذلك تكون إجابتهم أن الخدمات المقدمة غير مرضية ولا تتناسب مع ما ندفعه من مستحقات الإيجار، ودعا المستأجرين بضرورة دراسة أوضاع وحداتهم السكنية من حين إلى آخر ورفع ملاحظاتهم للمالك والإلحاح عليه ليقوم بواجبه.
سعيد الشهري: روائح كريهة في العمارة
ومن ناحيته، بيَّن المواطن محمد سعيد الشهري، وهو مستأجر شقة صغيرة بالرياض منذ خمسة أعوام، أن السكن الذي يقطنه أبرز مشاكله في المصعد «الأسانسير» والذي يتعطل كثيراً، وأنه يعاني في فصل الصيف لعدم وجود العزل الحراري في الشقة.
مع وجود روائح كريهة في العمارة السكنية، وأفاد «الشهري» بوجود اتحاد ملاك في العمارة التي يقطنها، وطالب بسرعة إنجاز أعمال الصيانة التي تتأخر في معظم الأحيان، وأبان أن هنالك وحدات سكنية تتعرض لتقشر البوية وتتشقق الجدران، وتسرب في المياه مما يسبب إزعاجاً للأسر.
وأفاد الشهري بأنه يتمنى توفير حراسة على العمارة والاهتمام بالنظافة وإيجاد معالجة للروائح الكريهة. وأثنى على المساحات الخارجية الواسعة للعمارة التي تكون مواقف مريحة للسيارات.
أحمد السلمان: عدم كفاءة الأجهزة الكهربائية
وشكا المواطن أحمد السلمان، الذي يسكن في شقة مستأجرة متوسطة المساحة بالرياض منذ عام من عدم كفاءة الأجهزة الكهربائية المستعملة؛ مشيراً لمعاناتهم في الشتاء من سخانات المياه التي لا توفر درجة الحرارة المطلوبة، وان المكيفات في الصيف لا تعمل بكفاءة مما يعرض أفراد الأسرة للحرارة والضيق، ودعا أصحاب المجمعات السكنية أن يلتفتوا إلى حال الأجهزة في أملاكهم، وعبر السلمان عن قلقه وتذمره من الروائح المزعجة التي تنبعث من الشقق، وذكر أن مواقف للسيارات متوفرة في العمارة، ولكنه لا يعرف اتحاد الملاك ولم يلتقِ بهم يوماً حتى يشرح لهم مطالبهم وما تحتاجه الشقق في العمارة.
ونصح السلمان الشباب بضرورة الاستفادة من تجارب غيرهم في الإيجارات ومشاكلها وعليهم الالتفات من وقت مبكر في تدبير السكن الخاص بهم.