تعرفنا في الجزء الأول من المقال على ما يسمى بالمباني الخضراء التي تعتمد مبدأ البيئة النظيفة كأسلوب معيشة ومبدأ لا تحيد عنه وذلك باستخدام مواد من الطبيعة ومصادر للطاقة غير ملوثة للبيئة لتحافظ على حياة الإنسان وصحته، عجلة الزمن لا تتوقف والمستقبل قادم لا محالة، وعلى الخبراء البحث عن كل ما يوفر الراحة والأمان وإنهاء أو تقليل الملوثات التي سببتها الثورة الصناعية والتطور التكنولوجى في إفساد البيئة، فأصبح الاتجاه السائد في معظم دول العالم والمستثمرين والمواطنين هو التوجه نحو المباني الخضراء (المستدامة).
المكون الأساسي للأبنية الخضراء هو وعى المواطن الذي اعتاد على نمط حياة يعتمد على الطاقة التقليدية واستخدام الأجهزة الكهربائية ومواقد الغاز وما تسببه من انبعاثات ضارة بالبيئة وبصحة المواطنين، لأن لا شيء كامل في الدنيا، لذا فإن هذه المباني بها بعض العيوب منها، الاحتياج إلى أماكن تتمتع بالشمس الساطعة لتوليد الطاقة كما أنها تعمل على توليد الطاقة التي تؤدى إلى ارتفاع درجة الحرارة؛ وبالتالي فهي ليست مصممة للمناطق الساخنة لأنها لا تمتلك أنظمه لتبريد الهواء، الأمر الذي تنبه إليه المهندس حسن فتحي – أفضل معماري في العالم – واستطاع تصميم مدينة كاملة في جنوب مصر على هيئة قباب الأمر الذي ساهم في تخفيض درجة حرارة المنزل خمسة عشر درجة باستخدام أساليب التهوية الطبيعية بسحب الهواء داخل المنزل ومروره بالقباب المرتفعة ليحدث الانخفاض وتنتهي الحاجة لمكيفات الهواء التي لا علاقة لها بالمباني الخضراء.
بعض نماذج المباني الخضراء بالعالم:
– قبة الألفية: أحد أشهر معالم بريطانيا، وهى بناية معمارية تشبه الخيمة.
– المركز الفيدرالي الجنوبي بولاية سياتل الأمريكية: يعمل على توفير الضوء، والهواء المتجدد.
– المأوى الأخضر بمدينة شتوتجارت بألمانيا: يستمد الطاقة من الخلايا الشمسية.
الخلاصة أن العالم تأكد من خطورة الإفراط في استعمال الطاقة التقليدية وما تسببه من أضرار جسيمة على البيئة وعلى صحة المواطنين، وأن العودة للطبيعة أصبحت حتمية، آن الأوان أن نهتم ببناء المجتمع بدلا من بناء المباني.
خبير عقارى