ليس فقط الإنسان من يصاب بالشيخوخة المبكرة بل حتى مبانينا مصابة بذلك الداء! فنجد أنه لم يمض من عمرها إلا سنوات قليلة ثم تعاني من ترهل في البناء وتصدع وتسريبات هنا وهناك.
نتساءل ما الذي يجعل مبانينا تشيخ في بداية عمرها؟ وما الذي يجعلها تتهالك في وقت قصير؟ ولماذا نقوم بصيانة مستمرة للمباني بلا توقف، فتستهلك ميزانية كبيرة من مدخراتنا؟
نجد أن أول هذه الأسباب هو ضعف التصميم وعدم اكتمال المخططات الهندسية والمواصفات الفنية التي يجب أن تتوفر ضمن الوثائق التي تُقدم للمقاول قبل مراحل البناء، وهذا سيجعل المقاول يعمل باجتهادات غير مهنية لتنفيذ التفاصيل الدقيقة التي كان يفترض إدراجها ضمن الوثائق.
هذا كله يمكن تحقيقه إذا كان هناك مرجع موحد للتصميم الهندسي وتفاصيله، وقد تحقق هذا الأمر فعلاً بوجود «كود البناء السعودي» ورغم وجود مثل هذا المرجع الذي يضمن جودة المباني، وكذلك توفير كثير من التكاليف الباهظة التي قد تحدث نتيجة المبالغة في الكميات أو المواصفات أو تلك التكاليف الإضافية للصيانة والتشغيل نتيجة ضعف الجودة، إلا أنه ما زال تجريبياً منذ سنوات رغم أن قرار مجلس الوزراء حدد سنتين لتجربته ثم اعتماده بشكل رسمي وإلزامي لكافة المباني.
مثل هذا المرجع هو بمنزلة اشتراطات ومتطلبات إدارية وفنية لضمان الحد الأدنى من الجودة، بالتالي زيادة العمر الافتراضي للمباني وتوفير تكاليف صيانتها وتشغيلها، فأهميته معروفة لدى كثير من المختصين لكن يبقى السؤال هل سيستمر هذا الكود تجريبياً حتى تصاب مبانينا المستقبلية بداء الشيخوخة؟!!