لقد رسمت (١٠٠) يوم من تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مقاليد الحكم بالمملكة، ملامح العديد من الإنجازات الوطنية اقتصاديا وتنمويا وسياسيا، حيث لامست الأوامر الملكية البالغ عددها 96 أمرا الواقع ولبت احتياجات المواطنين وساهمت في مسيرة التنمية والبناء باعتبارهم أغلى ثروة يحافظ عليها الوطن.
أوامر ملكية
وكان من أهم أوامر الملك سلمان تلك الأوامر الملكية الأخيرة المتضمنة اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليًا للعهد وتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للداخلية رئيسًا لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، واختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليًا لولي العهد, وتعيينه نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للدفاع رئيسًا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، باستشراف مستقبل البلاد وتعزيز أركان الدولة ، وتحقيق الأهداف الوطنية العليا وفي مقدمتها أمن الوطن ، لاسيما وأن لسموهما – حفظهما الله – تجارب ناجحة وباعًا في الأمن الوطني ، إضافة إلى الإنجازات العملاقة والمواقف الأصيلة والقرارات الحكيمة على المستوى الوطني والدولي.
مجلس اقتصادي
ولعل من أهم القرارات الاقتصادية الصائبة، إنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، واستطاع المجلس من أيامه الأولى تحويل أنظار المواطن والوطن صوب الاجتماعات المتتالية التي يعقدها، وقد واجه المجلس كثيرا من الملفات الساخنة التي تهم المواطن ومنها: قضية الإسكان والتي تضمنت الخطاب الملكي للشعب في أهمية العمل على تأمين الإسكان المناسب للمواطنين.
ومن أهم قرارات المجلس، العمل على تمكن قيادة المملكة على صناعة الطائرات، وذلك بإعلان عن تحالف عالي المستوى لإحدى الشركات العائدة للمجلس مع شركة أوكرانية، يهدف إلى تصنيع وإنتاج وتطوير طائرات، وسيظهر باكورة هذا التحالف بعد عام ونصف من الآن، على أن يكون الاستخدام حينها في أجواء السعودية فقط.
3 مليارات ريال قروض عقارية
واهتمت حكومة خادم الحرمين الشريفين بقضية سكن المواطن حيث خصصت للسكن في الميزانية مبالغ مقدرة دعما لها ، حيث اعتمد البنك العقاري، مؤخرا، دفعة جديدة تجاوزت 3.3 مليار، تمثل الدفعة الثالثة من القروض المعتمدة في ميزانية العام المالي 1436- 1437هـ، تشتمل على 6667 قرضاً لبناء أكثر من 8000 وحدة سكنية بمدن ومحافظات ومراكز المملكة المشمولة بخدمات الصندوق، وبحسب أولوية تقديم القرض.
ونوّه مدير عام صندوق التنمية العقارية بما يحظى به الصندوق من دعم مستمر من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله-، لتحقيق الأهداف المرسومة في مجال التنمية الإسكانية لكل ما يحقق الرخاء والرفاهية للمواطنين، مشيداً بالمتابعة المستمرة للصندوق من قبل معالي رئيس مجلس إدارة الصندوق وزير الإسكان المكلف الدكتور عصام بن سعد بن سعيد.
02 مليار ريال دعما للسكن
ويمثل الأمر الملكي كريم الذي تضمن اعتماد 20 مليار ريال لتنفيذ خدمات الكهرباء والمياه حرصا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على أهمية توفير السكن للمواطنين، كما يمثل إضافة حقيقية لما سبق من أوامر بهذا الخصوص وإسهاماً في سرعة استفادة المواطنين من مخططات المنح في مناطق المملكة المختلفة، وهي أضافة كبرى تصب في حل أزمة السكن وتساعد على الإسراع في الاستفادة من مخططات المنح السكنية .
ولعل اهتمام الملك سلمان بالبنيات التحتية تأتي استكاملا لإنجازاته عندما كان أميرا لمنطقة الرياض فقد عمل آنذاك على تطوير البنية التحتية في عاصمة بلاده، وكانت له رؤية في ذلك، حيث أعلن أن مشروع بناء مترو العاصمة تم استكماله لجهة التصاميم والدراسات، رصد الاعتمادات اللازمة.
كما أعلن عن إصدار قرار يقضي بإنشاء برنامج خاص لمتابعة مشاريع منطقة الرياض تحت إشراف مجلس المنطقة يكون مقره بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ومهمته التأكد من حُسن تنفيذ المشاريع الحكومية، حسب المواصفات الفنية والفترات الزمنية المحددة لها، وكذلك العمل على تكامل المشروعات المقامة، وتحديد احتياجات المنطقة المستقبلية، من خلال تطبيق البرنامج العلمي للمتابعة الفورية لتنفيذ المشروعات، في حين أعرب عن تفاؤله بمستقبل المملكة وتطور أوجه الحياة فيها.
إعادة الهيكلة
وركزت الأوامر الملكية التي اتخذها الملك سلمان بن عبد العزيز،حفظه الله، بشكل واضح على مواصلة مسيرة الإصلاح الاقتصادي وإعادة هيكلة شاملة للعمل الإداري الحكومي، ومن أهم ما يلفت انتباهنا هو إلغاء المجالس السابقة والاكتفاء بمجلسين رئيسيين: مجلس الشؤون الأمنية والسياسية إلى جانب مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، واللذين يمثلان ورش عمل مستمرة لمتابعة العمل الإداري الحكومي والرقابة عليه، مع إعادة تنظيم بعض المؤسسات الحكومية ،فأصبحت العملية الإدارية لاقتصاد أكثر فعالية وديناميكية من السابق، من خلال المتابعة القريبة للمتغيرات الاقتصادية وتسريع آلية اتخاذ القرارات ومتابعتها، وأعتقد أننا خلال فترة زمنية قصيرة بدأنا نشاهد تحولا واسع النطاق ومتسارعا في العملية الاقتصادية داخل جميع الأجهزة الحكومية المختلفة تقريباً.
69 أمرا ملكيا
وشهدت المائة يوم من تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – مقاليد الحكم في المملكة العديد من الإنجازات التنموية النابعة من رؤاه السديدة الرامية إلى النهوض بالبلاد على مختلف الصعد من خلال 69 أمرًا ملكيًا لامست احتياجات أبناء الوطن ، علاوة على إسهامها في تحقيق المكانة المرموقة للمملكة إقليميًا ودوليًا عبر عدد من القرارات التي أسهمت في رسم وحدة خليجية عربية تضمن بحول الله تعالى حماية أمن المنطقة وتعزيز التلاحم العربي العربي ، ومن ذلك إطلاق عملية عاصفة الحزم لإنقاذ الأشقاء في اليمن، وإعادة الأمل للشعب اليمني الذي تعرض لاعتداءات مليشيات الحوثي وأعوانهم.