أهمية تقييم المعارض العقارية
عبدالعزيز العيسى
لا ينفض السامر من فعاليات المعارض العقارية المختلفة إلا ويترك معه أثراً اقتصادياً كبيراً في خارطة القطاع على المستويين البعيد والقريب، وذلك بالحراك المكثف الذي تشهده أجنحة الجهات المشاركة، وصالات العرض، هذا فضلاً عن التحضيرات الدقيقة والعصف الذهني المركز الذي يسبق قرار المشاركة، ومن ثم الترويج للأهداف التي من أجلها تتواجد الشركات والبيوتات العقارية المختلفة.
ولن يختلف اثنان في المكسب الاقتصادي لهذا الحراك بتواجد جميع ركائز القطاع تحت سقف واحد، مما يُسهل إتمام الصفقات، والتبادل المعرفي والتثقيفي الذي يُصاحب هذه المعارض من خلال ورش العمل والأوراق التي يتم تقديمها بواسطة الخبراء والمختصين، ولكن يبقى تقييم التجربة مُعلقاً تُشير إليه التقارير باستحياء من هنا ومن هناك، دون أن تتعمق فيه، لذلك يجب أن لا ينفض السامر بإسدال الستار مع العبارة الروتينية (نراكم السنة القادمة في تاريخ كذا وكذا)، نعم، على الجهات المنظمة أن يكون من ضمن برامجها للمعرض ورشة عمل تقيمية له تُعقد بعد شهر مثلاُ من الختام، حتى تتم الاستفادة الكاملة من السلبيات وتعزيز الإيجابيات، هذا التقييم مهم وضروري للجهة المنظمة وللعارضين، وسينعكس تأثيره في مؤشرات النسخة القادمة بإذن الله.
نتمنى أن تشهد المعارض العقارية القادمة المزيد من التنسيق مع جميع الجهات ذات الصلة، حتى يتسنى لها تنظيم برامجها مع الجهات الدولية بالتزامن مع أيام العرض؛ فقد شهدت الرياض مؤخراً زيارة عدد لا يستهان به من ممثلي شركات أوروبية شاركت في فعاليات لها شأن بالقطاع العقاري والسكني، مثل الشركات التي حضرت ملتقى الأعمال روسي السعودي، والشركات الفرنسية التي يقودها نخبة من المهندسين المعماريين، وهم يبحثون مع رصفائهم السعوديين “تصميم مدن الغد”، حيث أشارت التقارير أنهم يطمحون للمشاركة في بناء مشاريع وحدات سكنية، وفنادق ومساحات تجارية ومكتبية، بكميات كبيرة تؤثر على المعروض الحالي.
وجود هذه الشركات في المعارض حتماً سيزيد من رقعة استثماراتهم المخطط لها، وسيعكس صورة واقعية لقوة القطاع العقاري في المملكة.