في سوق العقارات.. «الوسطاء» يتحدون الركود
استطلاع: عبدالله الصليح
يواجه الوسطاء العقاريون، عددًا من التحديات لكسب العملاء، وإتمام الصفقات، خلال الفترة الحالية، نظرًا لعددٍ من العوامل، أبرزها استمرار تباطؤ نشاط القطاع السكني، الذي ما زال خاضعًا للتأثير العكسي لارتفاع معدل الفائدة، ووصوله إلى أعلى مستوياته خلال أكثر من عقدين من الزمن.
صحيفة «أملاك» العقارية، أجرت استطلاعًا حول أبرز التحديات التي تواجه الوسطاء العقاريين، وكيفية التغلب عليها، كالتالي:
م.أحمد الجهني: 4 عوامل لركود السوق.. و3 تحديات أمام الوسطاء
قال م.أحمد الجهني، وسيط عقاري لدى كلير ويليامز: إن حركة سوق العقارات حاليًا، بطيئة، مقارنةً بالفترات السابقة، نتيجة للظروف الاقتصادية الراهنة، مرجعًا ذلك إلى انخفاض عدد العروض والطلبات على العقارات في السوق، وأوضح أن تقلبات الأسعار وعدم استقرارها، يشير إلى حذر المشترين والبائعين في هذا الوقت، وعلى الرغم من ذلك، فهذه الحالة تعتبر طبيعية في دورة السوق العقاري، ومن الممكن أن تتغير الأوضاع مع مرور الوقت.
وبيّن الجهني أن زيادة أسعار الفائدة تجعل التمويل العقاري أكثر تكلفة، ما يجعل القروض أغلى بالنسبة للمشترين، ويقلل من القدرة على الشراء، إضافةً إلى نقص العروض في بعض الأسواق، ما يزيد المنافسة بين المشترين، ويمكن أن يرفع الأسعار بشكل أكبر، ولفت إلى تأثير الأوضاع الاقتصادية العامة، عالميًا ومحليًا على سوق العقارات، وأن كل تلك العوامل معًا يمكن أن تؤدي إلى ركود في سوق العقارات، وتجعله أقل نشاطًا من الفترات السابقة.
وأبان الجهني أن توفير السيولة لإتمام الصفقة من أبرز العقبات التي تواجه الوسيط، خاصةً أن بعض المشترين قد يعتمدون على التمويل العقاري، وأن عليه توجيه جهود لضمان توفر التمويل الكافي لتنفيذ الصفقة، وكذلك عدم جدية المشترين الذين يهتمون بالعقار ولا يتحركون لتنفيذ الصفقة.
وقال: إن مسألة الاتفاق على العمولة، من بين التحديات التي تواجه الوسيط العقاري، إذ يجب التفاوض بشأن نسبة العمولة مع البائع والمشتري، ما يمكن أن يكون مصدرًا للتوتر بين الأطراف المعنية.
وأكمل: بصفته مسؤولًا عن تسهيل عمليات البيع، على الوسيط العقاري التعامل مع هذه التحديات بمهنية وكفاءة، والبحث عن حلول مناسبة لضمان تنفيذ الصفقة بنجاح، مشيراً لأهمية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعّال، ونشر محتوى مفيد وجذاب، وصور ومعلومات مفيدة عن العقارات المتاحة للبيع أو الإيجار، ما يمكّن الوسيط من جذب انتباه العملاء المحتملين.
ولفت إلى أهمية استهداف الجمهور المناسب على منصات التواصل الاجتماعي، وتوجيه الإعلانات نحو الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا مهتمين بالشراء أو البيع، إضافةً إلى أهمية الرد السريع على استفسارات وتعليقات العملاء على منصات التواصل الاجتماعي، بما يبني ثقة العملاء ويزيد من فرص التفاعل والتعاون.
م.عبدالله العتيبي: الحاجة للعقار «دائمة».. والطلب «لا يتوقف»
أوضح م.عبدالله العتيبي، من شركة «أثمن العقارية» أن السوق العقاري بطبيعته لا يتوقف أو يتأثر كثيرًا بأية عوامل؛ لحاجة الناس للعقار في كل زمان ومكان، ولكن قد يتأثر أحد أنشطته «السكنية، الصناعية، الزراعية، أو التجارية» قليلًا، إما بانخفاض أو ارتفاع، ولكن حركة البيع او الايجار دائمًا مستمرة.
وطالب الوسطاء العقاريين، بعدم الانشغال بحركة نشاط أو ركود السوق، لأن ذلك هو دور المحلل الاقتصادي، في حين أن دور الوسيط هو تنفيذ الصفقات بناء على طلبات العملاء، بصرف النظر عن حالة السوق، خاصةً أن الطلب على العقارات لا يتوقف، ولكن نوع العقارات النشطة قد يختلف، فمرة ينشط السكنى، وأخرى التجاري، وثالثة الصناعي أو الزراعي، وهكذا.
وبيّن أن أبرز المشكلات التي تواجه الوسيط في إتمام عملية البيع، هي القدرة للوصول إلى العميل المستهدف، والحاجة لتقارب السعر السوقي والسعر المستهدف للعقار، إضافةً إلى القدرة على إبرام عقود الوساطة مع الملاك و المشترين، ومزاولة غير المرخصين لمهنة الوساطة العقارية.
وحدد م. العتيبي خطوات زيادة إنتاجية الوسيط العقاري لعمله، ومنها بناء العلاقات الجيدة، والتواجد في المناسبات العقارية، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، إضافةً إلى المعرفة والاطلاع على الأنظمة بشكل مستمر، والتخصص في أنشطة ومجالات العقارات المختلفة.