مقالات أملاك.. مقالات عقارية.. العزف على أوتار الجودة
لازال الحديث عن جودة البناء وتقنياته يسيطر على الكثير من حديث الخبراء، حيث أفردت له ورش العمل المصاحبة للفعاليات العقارية مساحات واسعة لأهمية الموضوع وتأثيره المباشر على سلامة الأنسان قبل أن نفكر في الخسارة الاقتصادية التي يتكبدها المالك والمستأجر فيما بعد.
ويأتي الاهتمام بالجودة في عمليات التطوير العمراني؛ لأن عملية البناء من أكثر الأعمال تعقيدًا حيث يصرف الكثير من المال والجهد، هذا علاوة على أنها تتطلب الدقة المتناهية والاهتمام بكافة التفاصيل لتحقيق النتيجة المرجوة، ولكن رغم ذلك، فإن العديد من مشاريع البناء تعاني من مشاكل في الجودة، حيث يمكن لأي خطأ صغير أن يؤدي إلى عقبات كبيرة وعواقب لم تكن بالحسبان، ويحتاج إصلاحها إلى إجراءات وخطوات تؤثر سلبًا على المشروع، لذلك يجب متابعة سير تنفيذ البناء وتشطيباته متابعة دقيقة من قبل الشركات المنفذة من جهة، ومن صاحب المشروع أو من يفوضه من جهة أخرى، فالحرص نتائجه أفيد من مبدأ المحاسبة.
تفعيل الرقابة الذاتية على جودة البناء في جميع مراحله يمنح العقار ثقة المالك واعتزازه به، لأنه يعرف كل صغيرة وكبيرة عن المبنى بدءً من اختيار وشراء المواد حتى تسلمه مفاتيح المشروع، وهو يضمن أن كل العمليات تمت وفق ما هو مخطط له من قبل المهندسين والمختصين، مما يزيد من قيمة المبنى، هذا يعزز تأمين المباني ضد العيوب التي قد تطرأ مستقبلًا؛ كلاهما يعزف على أوتار الجودة.
وتساعد مراقبة جودة البناء في الموقع في تجنب الأخطاء والمشاكل التي يمكن أن تؤدي إلى تعثر تنفيذ المشروع أو زيادة التكاليف، بالإضافة إلى اكتشاف الأخطاء والعيوب في مراحل مبكرة، حيث يمكن وضع المعالجات لها في الوقت المناسب، مما يقلل التكلفة والزمن اللازم لإنجاز المشاريع.
مع تطبيق خدمات فحص المباني، والتأمين عليها؛ نتمنى تصميم دورات تدريبية للمهتمين والراغبين في البناء الذاتي ينهلون فيها من خبرات المهندسين في مراقبة أعمال تطوير العقار وتشييده وصيانته، ويكشف بنفسه مدى التزامه بالمواصفات القياسية، هذا الاتجاه سيؤثر إيجابًا في عمليات البناء والتشييد.