كشفت شركة ريدفن العقارية، ومقرها الولايات المتحدة، في تقرير حديث لها، أن أسعار العقارات الأمريكية، ارتفعت بنسبة 0.6% عن شهر فبراير السابق.
وبحسب الشركة يأتي ذلك تماشيا مع متوسط المكاسب الشهرية، بنسبة 0.6% في السنوات الثماني، التي سبقت جائحة كوفيد-19، بحسب شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية.
من جانبها، قالت داريل فيرويذر، كبير الاقتصاديين في شركة ريدفن، إنه قبل الوباء، كان من الطبيعي أن تنمو الأسعار، بنحو نصف بالمائة كل شهر، أو تزيد بنحو 5% أو 6% سنويًا. مضيفة”لقد عدنا إلى هذا الاتجاه، على الرغم من ارتفاع معدلات الرهن العقاري”.
بينما قال ماثيو والش، المدير المساعد والخبير الاقتصادي في وكالة موديز أناليتيكس، إن اتجاها مماثلا ظهر في مؤشر أسعار المنازل التابع لشركة موديز أناليتيكس. مؤكدًا “أسعار المنازل ترتفع بنفس الوتيرة، التي كانت عليها من قبل. لقد عاد إلى الاتجاه الذي رأيناه قبل الوباء”.
ورغم ذلك يقول الخبراء، إن السوق اليوم يختلف إلى حد كبير، عما كان عليه قبل عامين إلى ثمانية أعوام، إذ لا يزال المنزل العادي غير ميسور التكلفة، بالنسبة لمعظم المشترين المحتملين، في حين تحسن المخزون قليلاً، ولكن ليس بما يكفي لتلبية الطلب.
كما قالت فيرويذر إن “الشعور الذي نتلقاه من وكلائنا، هو أنه لا البائعون ولا المشترون راضون عن هذا السوق”.
وأضافت: “البائعون غير راضين عن العروض التي يتلقونها، ويشعر المشترون بخيبة أمل بسبب ارتفاع الأسعار، وارتفاع معدلات الرهن العقاري”.
وأشارت فيرويذر إلى أنه على الرغم من استقرار سوق الإسكان الأمريكي، من حيث نمو الأسعار، إلا أن الفارق الرئيسي بين السوق اليوم، وفترة ما قبل الوباء، هو العدد المنخفض نسبيًا للمعاملات، والذي يرجع إلى حد كبير إلى ارتفاع معدلات الرهن العقاري.
في السياق ذاته، أظهرت بيانات مؤسسة رهن المنازل العقارية الفيدرالية، فريدي ماك، أن معدلات الرهن العقاري بلغت ذروتها، عند ما يقرب من 8% في العام الماضي، لكنها لا تزال أكثر من 6%.
وقال والش إن مستوى المعاملات في الواقع عند “أدنى مستويات الركود، على الرغم من ارتفاع البيانات في فبراير”.
وأضاف أن هناك عاملاً آخر يؤثر على المبيعات، وهو المعروض المحدود للغاية من المنازل.
وأظهرت شركة ريدفن أن الإدراجات الجديدة، ارتفعت بنسبة 5% خلال الأسابيع الأربعة الماضية، المنتهية في 17 مارس، وهي أكبر قفزة على أساس سنوي منذ مايو 2023.
لكن فيرويذر أوضحت: “لكن الأمر يشبه التعافي البسيط من الحضيض”، وأضافت: “لم نعد إلى ما كنا عليه قبل الوباء”.
في حين يرى الاقتصاديون أن نمو العرض يرتبط في الغالب بالاتجاه الموسمي، وقال والش إن المالكين غالباً، ما يعرضون منازلهم للبيع في فبراير، لأنهم يفضلون الانتقال في فصلي الربيع والصيف.
وقالت فيرويذر: “هناك عامل آخر، وهو أن الأشخاص يحتاجون إلى الانتقال إما للحصول على وظيفة جديدة، أو أنهم سيتزوجون، أو أن هناك حدثًا كبيرًا آخر في الحياة”.