رؤية المملكة 2030.. ما كان حُلمًا أصبح حقيقة
عبدالعزيز العيسى
من دواعي الفرح والسرور أن نحتفي هذه الأيام بالتقرير الذي صدر عن رؤية المملكة 2030 بمناسبة مرور 8 سنوات من سجل الإنجازات التي لامست ورفعت من شأن الوطن في المحافل العالمية؛ حتى غدا بؤرة ضوء تجتمع حولها الدول وتهتدي بنورها المُستلهم من فكر مستنير عزز جودة الحياة من خلال اقتصاد مُزدهر ومُستدام.
ومن المفيد في دراسة التقرير أنه جاء مكتوباً بلغة الأرقام والمقارنات بين المُنجزات في العام 2023 والإنجاز التراكمي للرؤية وبين خط الأساس الذي بدأت منه، والمستهدف في العام سابق والمستهدف حتى 2030، مما يُسهل عملية التقييم والتحليل.
ومن خلال إحصائيات التقرير نجد أن قطاع الإسكان حقق نتائج في تعزيز توافر الخيارات السكنية؛ حيث قفزت نسبة التملك من 47% إلى 63.7% بزيادة 0.74% عن المستهدف المرصود للعام الماضي، وتبقت فقط 6.3% من تحقيق مستهدفات الرؤية في القطاع (70%)، وذكر التقرير السنوي أن أكثر من 96 ألف مواطن استفاد من خدمات الدعم السكني للمنتجات السكنية، وقُدّر مجموع الدعم المالي لمستحقي الدعم 4.1 مليارات ريال سعودي، فيما تجاوزت نسبة المستفيدين من الإعانات المالية القادرين على العمل والمُمكِّنين مستهدف العام البالغ 32% بقيمة فعلية بلغت نسبتها 32.3% مقارنة بخط الأساس البالغ نسبته 1%، يفصلها بذلك عن مستهدف الرؤية ما نسبته 6%.
تمضي الرؤية بخطوات واثقة وثاقبة نحو الغايات التي تكون في محصلتها النهائية سؤدد وطن واحتواء طموح شباب وشابات يمثلون نصف سكان المملكة، ومن هنا كانت دور محركات الاقتصاد السعودي التي ضخت 2,959 مليار ريال في شرايين الناتج المحلي، إذ نتج عن ذلك انخفاض نسبة البطالة بين السعوديين من 12.3% إلى 7.7%، وتبعًا لذلك ارتفعت مساهمة القطاع الخاص من 40% من الناتج المحلي إلى 45%، وهذا مؤشر محفز لتحقيق مستهدف الرؤية 65% من الناتج المحلي.
إذن، ما كان حُلمًا أصبح حقيقة نعايشها خطوة بخطوة، خاصة في مجالي الإسكان والتوظيف.
واليوم بفضل الله سبحانه وتعالى وبجهود قيادتنا الرشيدة أصبحا مثالًا يُحتذى في نمو مؤشراتهما وتأثيرهما الإيجابي في تحريك عجلة الحياة.