استطلاع: عبدالله الصليح: شهد السوق العقاري تحسنًا كبيرًا مع مرور عام على تطبيق نظام الوساطة العقارية، حيث أصبح أكثر تنظيمًا، كما ساهم بشكل كبير في زيادة الثقة والشفافية في التعاملات العقارية. وأثرت هذه التطورات الإيجابية بشكل مباشر على العقاريين والوسطاء؛ مما جعل السوق أكثر ازدهارًا وجاذبية للمستثمرين والمستهلكين على حد سواء. صحيفة “أملاك” العقارية استطلعت آراء الوسطاء لتقييم تجربتهم خلال الفترة الماضية وإلى مزيد من التفاصيل..
مخلد الرحيمي: تنظيم السوق وازدياد الإقبال عليه
قال مخلد الرحيمي، الرئيس التنفيذي لشركة بصمات الرياض العقارية،: “بعد مرور عام على تطبيق نظام الوساطة العقارية تحسن السوق للأفضل، وبدأت بوادره تظهر للعيان؛ فأصبح السوق واعدًا للعقاريين والوسطاء بحد سوى وزادت الثقة باستخدام التقنية وتطبيق الحوكمة في معرفة جميع البيانات المطلوبة وسرعة الحصول عليها”.
وأكد أن تأثير النظام بدأ إيجابياً وشعرنا نحن العقاريين والوسطاء على حد سواء بذلك، مشيرًا إلى أن السوق أصبح منظمًا، مما جعل الإقبال عليه في ازدياد، وفق هذا النظام الذي سهل الإجراءات في كافة الجوانب العقارية كالبيع والشراء والتأجير.
وأوضح الرحيمي أن المكتسبات التي أحدثتها رخصة فال العقارية كثيرة، أهمها معرفة الوسيط وكيفية التعامل معه وفق النظام وحصوله على رخصة فال التي من خلالها يسمح له بالعمل بالمجال العقاري، مؤكدًا أن العميل أصبح أكثر اطمئناناً من السابق وارتفع الطلب في السوق وزادت الثقة نتيجة الحصول على رخصة فال والإقبال عليها لممارسة التسويق العقاري.
وعن الوسطاء الجدد، أبان الرحيمي أنهم يمكن أن يشكلوا إضافة من خلال ممارستهم العمل وفق نظام هيئة العقار الذي أتاح لهم العمل بيسر وسهولة واستخدام التقنية التي هم يجيدونها كجيل جديد واعد من الجنسين، وأصبح الطريق متاحًا لهم للبروز أكثر وتقديم الأفضل، وبذلك شكلوا إضافة واضحة للسوق، مفيدًا أن النظام يساعد على توليد الفرص الاستثمارية إذا احسنوا استغلالها وواكبوا الجديد بتطبيق الأنظمة في المجال العقاري وفق نظام الهيئة والتعاون مع العملاء وتلبية طلباتهم.
سعد الدوسري: استحداث رخصة فال.. أهم المكتسبات
من جانبه، أكد سعد الدوسري، وسيط عقاري، أن تجربة نظام الوساطة العقارية خلال عام كانت ممتازة وعززت زيادة الثقة والشفافية في القطاع العقاري، وكان تأثيره جيدًا حيث أتاح الفرصة للشباب والفتيات للانخراط في هذا المجال بعد تأهيلهم وتدريبهم.
وأوضح الدوسري أن استحداث رخصة فال تعتبر من أهم مكتسبات تطبيق النظام، حيث وفر عمل للجنسين، وخلق فرص استثمارية وعزز الشفافية والرقابة على التعاملات المالية.
وثمّن الدوسري دخول الوسطاء الجدد الشباب، ووصفهم بأنهم مستقبل السوق العقاري ويمكن أن يشكلوا إضافة من خلال تقديم الخدمات وتعزيز المنافسة في القطاع، وأوصاهم بالمثابرة والصبر وعدم الاستعجال متمنيًا لهم التوفيق، وقال الدوسري في نهاية حديثه لـ”أملاك” إن نظام الوساطة العقارية يمكن أن يكون مفتاحًا لتوليد المزيد من الفرص الاستثمارية.
محسن الحارثي: الرهان على نجاح الوسطاء الجدد
بدوره، أكد محسن زويد الحارثي، صاحب مجموعة محسن للخدمات العقارية، أن مرور عام على تطبيق نظام الوساطة العقارية شهد إنجازات عديدة وواضحة، من حيث الصورة التنظيمية للسوق واختفاء المظاهر السلبية التي كانت توجد في المعاملات العقارية؛ حيث أصبح كل شيء واضحًا لأطراف الصفقة.
وأوضح الحارثي، أن تجربة عام واحد من تطبيق النظام أصبحت ملموسة ويجني القطاع ثمارها، مؤكدًا أن تجربتهم خلال هذا العام فاقت تجارب سنوات عديدة؛ واصفًا لها بأنها تجربة (ثرية ومباركة)، مشيرًا إلى الإضافة المهنية المهمة التي اكتسبها من خلال التعامل وفق الأنظمة، هذا بالقطع سيمثل لنا خبرات معارف تراكمية تفوق ما تعلمناه في السابق قبل استحداث رخصة فال، وأبدى الحارثي تفاؤله الكبير بأبنائه وبناته الوسطاء الجدد في السوق العقاري، وقال إنه يُراهن على نجاحهم وسوف يضيفون للسوق الكثير.
وأمّن الحارثي على أن نظام الوساطة العقارية سوف يكون مفتاحًا لتوليد المزيد من الفرص الاستثمارية والتي سوف تعود بالفائدة على الجميع، وفي ختام حديثه توجه بالشكر للهيئة العامة للعقار على كل ما تقدمه لخدمة هذا المجال المهم وخدمة من يعملون ويتعاملون فيه، كما شكر صحيفة “أملاك” العقارية وجميع منسوبيها على طرحها الهادف الذي يستفيد منه القارئ والعقاري.
عبدالرحمن الفليج: تحفيز المزيد من الفرص الاستثمارية
في السياق ذاته، أشاد عبدالرحمن الفليج، وسيط عقاري، بتجربة نظام الوساطة العقارية خلال هذا العام، مؤكدًا أنها بلا شك تجربة ناجحة، لدينا الآن نظام متكامل يتم تقييمه دورياً، ويكفي دليلاً واحدًا على نجاحه بأن الوساطة والتسويق العقاري فتحت بابًا لأبناء وبنات الوطن للعمل الحر المنظم وبالتالي زيادة خبراتهم ومواردهم المالية.
ويرى الفليج أن النظام أسهم في زيادة الحركة التجارية وسرعة تداول المنتجات العقارية والتي تعتبر آثارًا مباشرة لتطبيقه، حيث أتاح الفرصة للتوسع في التسويق ودخول عامل جديد يقوم بالدور الذي تقوم به المكاتب العقارية وبأسلوب رقمي أيضًا يبلغ به كل مكان وعلى مدار اليوم، مشيرًا إلى أن السوق كان بحاجة للتطوير والتأصيل باللوائح والسياسات كونه من الروافد المهمة في زيادة الإنتاج المحلي المؤثر والمساهم في اقتصاد الوطن.
وأبان الفليج بأن التأهيل العلمي والمهاري للوسطاء يعتبر أول مكتسبات استحداث رخصة فال، إذ أن البرامج التدريبية الثلاث التي تتطلبها الرخصة تعتبر تدريب وتثقيف وتأهيل لشخصية الوسيط، لذا فأصبح لدينا وسطاء مؤهلون ومتمكنون، كما أن حفظ الحقوق بوجود الرخصة أصبح معززًا للوسيط ومحفزًا له.
وأوضح أن الوسطاء العقاريون الجدد يمكن أن يشكلوا إضافة للسوق العقاري من خلال جلب المنتج للعملاء وسرعتهم في ذلك وبأسلوب مبتكر، مما يسهل ويضاعف إنجاز الصفقات، وكل هذا يعد إضافة نوعية للسوق تجعله أكثر حركة وأوسع انتشارًا.
وأكد الفليج أن نظام الوساطة ساعد في توليد وتحفيز المزيد من الفرص الاستثمارية، بدءًا من أدواته المحفزة ثم حضور الوسيط المؤهل بطرق البحث عن المعروض العقاري وتسويقه، فضلا عن أن الفرص الاستثمارية تتسارع دورتها في السوق من خلال عمليات البيع وإعادة البيع، وأيضًا من طرح فرص التأجير وإعادة التأجير، وبالتالي اتجاه رأس المال لإيجاد فرص استثمارية متوالية.
تهاني الفلاج: ثقافة ووعي الملاك.. أبرز التحديات
في المقابل، قالت تهاني الفلاج، وسيط عقاري، إن تجربتها مع تطبيق نظام الوساطة العقارية، لم تكن جيدة، حيث زادت من التكلفة المادية على الوسيط العقاري، كما أنها قيدت عمله في الوقت الحاضر، بسبب قلة ثقافة ووعي الملاك بأهمية التقيد بالأنظمة وأنها لصالح جميع الأطراف والتي تعد من أبرز التحديات.
وأوضحت الفلاج، أن تأثير تطبيق النظام على السوق العقاري، انحصر على الوسطاء المرخصين فقط، بينما السوق لا يزال يعج بالمخالفات، معربة عن أملها في أن يقضي النظام على هذه المخالفات خلال الفترة القادمة.
ورغم ذلك ترى أن من أهم مكتسبات تطبيق النظام بعد استحداث رخصة فال، هو العمل بوضوح وجدية أكثر، كما أن الوسطاء العقاريين الجدد يمكن أن يضيفوا إلى السوق العقاري، بسبب الخلفية التقنية التي لديهم ويمكن أن تساعد في تطوير القطاع العقاري، على حد قولها.
وأكدت تهاني الفلاج، أن تطبيق نظام الوساطة العقارية ساعد على خلق الفرص الاستثمارية في السوق العقاري، مشيرة في نهاية حديثها لصحيفة “أملاك” العقارية إلى أنه مع استمرار تطبيق النظام سنصل إلى سوق عقاري منظم ودقيق وشفاف، وهذا ما يستقطب المستثمرين من خارج المملكة.