شهدت أسعار الحديد في السوق السعودي خلال شهر أغسطس الماضي ارتفاعات طفيفة على أساس شهري، باستثناء فئة واحدة، في حين سجلت أسعار غالبية فئات الكيابل الكهربائية انخفاضاً متفاوتاً، بالإضافة إلى تباين أسعار الخشب. وقد جاءت هذه التغيرات بحسب نشرة متوسطات أسعار السلع والخدمات الصادرة عن هيئة الإحصاء، مما يعكس تبايناً في حركة السوق وتأثيرات عدة عوامل على قطاع البناء والتشييد.
تفاصيل أسعار الحديد في أغسطس
وفقاً للتقرير، ارتفع سعر حديد التسليح (6 مم) بنسبة 0.1% ليصل إلى 3929.62 ريال للطن، ليواصل بذلك ارتفاعه الطفيف على أساس شهري. وعلى النقيض، سجل حديد التسليح (8 مم) انخفاضاً ضئيلاً بنسبة 0.2% ليبلغ 2786.73 ريال للطن خلال أغسطس.
أما حديد التسليح (10 مم)، فقد ارتفع سعره بنسبة 0.01% ليصل إلى 2834.91 ريال للطن، في حين شهد حديد التسليح (12 مم) ارتفاعاً بنسبة 0.3% ليسجل 2723.58 ريال للطن. وجاءت أسعار حديد التسليح (14 مم) بارتفاع قدره 0.2% ليصل إلى 2722.61 ريال للطن، بينما ارتفع سعر حديد التسليح (16 مم) بنسبة 0.3% إلى 2722.45 ريال للطن.
من جهة أخرى، ارتفع سعر حديد التسليح (18 مم) بنسبة 0.2%، مسجلاً 2721.14 ريال للطن في شهر أغسطس، مما يؤكد الاتجاه العام لارتفاع أسعار الحديد في مختلف الفئات باستثناء فئة واحدة.
تباين أسعار الكيابل الكهربائية
على صعيد الكيابل الكهربائية، شهدت معظم الفئات انخفاضاً في الأسعار. فقد انخفض سعر الأسلاك الكهربائية (2.5 مم) بنسبة 1.7% ليصل إلى 1.18 ريال للمتر، بينما استقر سعر الأسلاك الكهربائية (4 مم) عند 1.73 ريال. من جهة أخرى، ارتفع سعر الأسلاك الكهربائية (6 مم) بنسبة 0.4% ليبلغ 2.69 ريال.
أما الكيابل الكهربائية الأكبر حجماً، فقد شهدت تراجعاً في الأسعار. حيث انخفض سعر الكيابل الكهربائية (10 مم) بنسبة 0.9% ليسجل 22.29 ريال للمتر، كما تراجع سعر الكيابل الكهربائية (25 مم) بنسبة 0.9% ليصل إلى 48.52 ريال للمتر. ولم تقتصر الانخفاضات على هذه الفئات فقط، فقد سجل الكيبل الكهربائي (35 مم) انخفاضاً بنسبة 0.9% ليبلغ 63.01 ريال للمتر، في حين انخفض الكيبل (50 مم) بنسبة 1.8% ليصل إلى 88.38 ريال للمتر.
استمرار تراجع أسعار الكيابل الكهربائية الأكبر حجماً
وفيما يتعلق بالكيابل الأكبر حجماً، انخفض سعر الكيابل الكهربائية (70 مم) بنسبة 1% ليبلغ 127.45 ريال للمتر، بينما شهدت الكيابل الكهربائية (95 مم) تراجعاً بنسبة 1.9% ليصل سعر المتر إلى 174.03 ريال. كما تراجعت أسعار الكيابل الكهربائية (120 مم) بنسبة 0.4% لتسجل 221.89 ريال للمتر.
ورغم هذه التراجعات في الكيابل الكهربائية، إلا أن الكيابل الكهربائية (300 مم) شهدت ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.6% ليصل سعر المتر إلى 539.34 ريال، مما يعكس تبايناً في حركة السوق بين الفئات المختلفة للكيابل.
تراجع أسعار الألمنيوم والخشب
لم تقتصر التغيرات في الأسعار على الحديد والكيابل فقط، بل شملت أيضاً أسعار الألمنيوم والخشب. فقد سجل سعر الألمنيوم تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.1% ليصل إلى 86.63 ريال للمتر خلال أغسطس الماضي.
وفيما يتعلق بأسعار الخشب، فقد انخفض سعر الخشب التشيلي بنسبة 0.2% ليبلغ 1535.22 ريال للمتر المكعب. وسجل الخشب الروماني انخفاضاً بنسبة 0.8% ليصل إلى 1517.96 ريال. وعلى الرغم من هذا التراجع في أسعار بعض أنواع الخشب، إلا أن هناك بعض الارتفاعات أيضاً. فقد ارتفع سعر الخشب التيك الأفريقي بنسبة 0.7% ليصل إلى 6187.37 ريال للمتر المكعب، بينما انخفض سعر الخشب الأبلاكاش الإندونيسي بنسبة 0.4% ليصل إلى 3228.36 ريال للمتر المكعب.
تحليل السوق وأثر التغيرات السعرية
تشير هذه التغيرات في أسعار مواد البناء إلى تباين ملحوظ في حركة السوق خلال الفترة الأخيرة. فبينما شهدت أسعار الحديد ارتفاعات طفيفة في معظم الفئات، استمرت أسعار الكيابل الكهربائية في التراجع، وهو ما قد يعكس تأثيرات مختلفة على تكلفة البناء والتشييد في المملكة.
يشير خبراء الاقتصاد إلى أن هذه التغيرات قد تكون نتيجة لتقلبات السوق العالمية في أسعار المواد الخام، بالإضافة إلى تأثيرات الطلب المحلي والعالمي. فقد شهدت الأسواق العالمية تقلبات في أسعار المعادن نتيجة للتحديات الاقتصادية المختلفة، بما في ذلك التوترات التجارية بين الدول، وتقلبات أسعار النفط، وتغيرات في الطلب على مستوى العالم.
من جانب آخر، قد يكون للتراجعات في أسعار الكيابل الكهربائية والخشب تأثير إيجابي على قطاع الإنشاءات في المملكة، حيث من المتوقع أن تساعد هذه التراجعات في تخفيض تكاليف البناء، مما يسهم في دعم مشاريع الإسكان والتطوير العقاري في البلاد.
التوقعات المستقبلية لأسعار مواد البناء
في ظل هذه التغيرات، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه الاتجاهات ستستمر خلال الأشهر المقبلة. يشير بعض المحللين إلى أن سوق البناء في المملكة قد يشهد مزيداً من التغيرات في الأسعار خلال الفترة القادمة، خاصة مع استمرار تقلبات الأسواق العالمية وتأثيراتها على أسعار المواد الخام.
وفيما يتعلق بأسعار الحديد، يتوقع البعض أن تستمر الأسعار في الارتفاع بشكل طفيف نتيجة للطلب المستمر على مشاريع البناء الكبرى في المملكة، بما في ذلك مشاريع “رؤية 2030” التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية وتعزيز النمو الاقتصادي.
أما بالنسبة لأسعار الكيابل الكهربائية والخشب، فمن المحتمل أن تستمر التراجعات في بعض الفئات مع تحسن سلاسل التوريد العالمية وتراجع الطلب على هذه المواد في بعض الأسواق الدولية.
خاتمة
في النهاية، تعكس التغيرات في أسعار الحديد والكيابل الكهربائية والخشب في السعودية خلال أغسطس الماضي مدى تعقيد السوق وتأثير العوامل المحلية والدولية على تكلفة مواد البناء. ومع استمرار هذه التغيرات، يبقى على المستثمرين والمطورين العقاريين متابعة حركة السوق بعناية لضمان الاستفادة من الفرص المتاحة وتقليل المخاطر المتعلقة بتقلبات الأسعار.