يواصل معرض البناء السعودي، اليوم الأربعاء، فعاليات يومه الثالث من دورته الجديدة الثالثة والأربعين والتي انطلقت يوم الاثنين الماضي، برعاية من وزارة البلديات والإسكان، وبالتزامن مع النسخة الـ 25 من معرض سعودي إلينكس، بمشاركة متحدثين وخبراء محليين ودوليين؛ لمناقشة مستقبل البناء والتطوير العمراني في المملكة، مع التركيز على الاستدامة والتحول الرقمي والتحديات والفرص التي تواجه قطاع البناء.
وشهد اليوم الثاني من معرض البناء السعودي، عددا من الجلسات وورش عمل وحوارات تناولت قضايا مهمة في قطاع البناء والتطوير العمراني في المملكة.
واستهلت الجلسة الأولى من معرض البناء السعودي بموضوع “المشاريع العملاقة في السعودية .. التحديات والفرص”، متطرقة لدور المدن الذكية في تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة باستخدام التكنولوجيا، كذلك مناقشة تحديات القطاع كالعجز في العمالة وتعطل سلاسل الإمداد، واستعرضت جهود المملكة لتعزيز الإنتاج المحلي والاستثمار في مواد البناء، وفرص الشراكة بين الشركات المحلية والعالمية.
أما الجلسة الثانية، ركزت على “مستقبل التحضر في السعودية”، مؤكدة أهمية الابتكار والتطوير كعناصر أساسية في بناء المدن الذكية، والتطرق إلى دور الأتمتة والبنية التحتية الرقمية في ربط المنازل والأحياء بالخدمات العامة، بالإضافة إلى مناقشة استدامة الطاقة وسبل إدارتها.
وفي محور مستقبل البنية التحتية، تناولت الجلسة الثالثة “مشاريع البنية التحتية التي تشكّل مستقبل الرياض”، والتركيز على رقمنة البنية التحتية، واستخدام التكنولوجيا المتقدمة لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، مع التأكيد بأهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لتطوير التخطيط العمراني.
واختتمت جلسات اليوم الأول بالجلسة الرابعة تحت عنوان “البناء كمنتج”، واستعرضت خلالها ورقة علمية النهج الصناعي في البناء، وفوائده في تحقيق الاستدامة وتقليل التكلفة، وتأكيد أهمية البناء الصناعي في معرض إكسبو 2030، والحاجة إلى بناء أكثر من 300,000 غرفة فندقية استعدادًا للحدث، مع التركيز على مزايا المباني المستدامة بتقليل نفقات التشغيل وزيادة قيمة الأصول للمستثمرين.
يُذكر أن معرض البناء السعودي في نسخته الـ 34 يستمر حتى الخميس المقبل، ويهدف إلى توفير منصات للنقاش وتبادل الأفكار حول مستقبل البناء والتطوير العمراني في المملكة، مع تركيز خاص على الابتكار والاستدامة.
ويهدف معرض البناء في نسخته الـ 34 إلى توفير أحدث التطورات واستكشاف إمكانيات تحويل البيئة العمرانية واستدامتها، والاستفادة من التقنيات الذكية لبناء مستقبل مبتكر ومستدام، حيث يضم مشاركة مجموعة واسعة من القطاعات المتخصصة في تقنيات ومواد البناء، التصميمات الداخلية والتشطيبات، تكنولوجيا الحجر، الألمنيوم، الأبواب، الواجهات، الزجاج والنوافذ، المعدات الثقيلة، الإضاءة والتجهيزات، الكهرباء والطاقة البديلة، وتقنيات المياه.
ويناقش رواد القطاع والرؤساء التنفيذيين في القطاعين العام والخاص خلال المعرض أحدث المشاريع والتقنيات التي تشكل قطاع البناء والبنية التحتية في المملكة مع الدعم الوطني لهذا القطاع، وذلك عبر عدد من الجلسات والأوراق العلمية التي يقدمها نخبة من المختصين محليًا ودوليًا على مدى 3 أيام.
وتشير توقعات تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر عن صندوق النقد الدولي (IMF) أن المملكة ستحقق نموًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.7 ٪ خلال عام 2025، متجاوزة متوسط النمو العالمي، مما يسهم في توسع اقتصادي سريع، ويأتي قطاع البناء من أبرز المساهمين الرئيسيين في هذا النمو، حيث تستثمر المملكة في مشاريع بناء مستقبلية بقيمة تقدر بنحو 1.5 تريليون دولار.
يذكر أن حجم سوق البناء السعودي بلغ 70.33 مليار دولار في عام 2024، مع توقعات بوصوله إلى 91.36 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 5.37 بين 2024 و2029.