شهد اليوم الثالث من فعاليات معرض البناء السعودي لهذا العام جلسات علمية مكثفة تناولت أحدث الابتكارات والتوجهات في قطاع البناء والتشييد، مع التركيز على دور الذكاء الاصطناعي والأتمتة ومواد البناء الذكية والحلول الرقمية التي تتماشى مع رؤية المملكة 2030، وتسهم في إحداث تحول نوعي في البنية التحتية والقطاع الإنشائي بالمملكة.
وتناولت الجلسة الأولى من معرض البناء السعودي محور الذكاء الاصطناعي ودوره في صناعة البناء، مستعرضة أحدث الحلول المبتكرة في مجال المصاعد، مشيرة إلى أهمية الإستراتيجية الوطنية للصناعة ودورها في دعم هذا المجال الحيوي، مع التركيز على تمكين الصناعيين وتحفيز البنوك للمساهمة في تحسين البنية التحتية وتعزيز الأتمتة. وأكد المشاركون على أهمية المحتوى المحلي في تطوير الصناعات المستقبلية للمصاعد، موضحين أن رؤية 2030 تستهدف تحويل القطاع الصناعي بالكامل نحو الأتمتة، ما يسهم في تعزيز سوق المصاعد بوصفه مجالًا واعدًا ينمو بشكل متسارع.
وركزت الجلسة الثانية على مستقبل مواد البناء، حيث جرى النقاش حول التنافسية والخبرة في قطاع البناء والتشييد، وأهمية توفير مواد بناء ذكية ومتطورة تسهم في تحقيق الاستدامة. وتطرقت الجلسة إلى دور الشركات السعودية في دعم المشاريع الكبرى بمواد موفرة للطاقة تلبي أعلى المعايير، مع التشديد على ضرورة الإنتاج المحلي لتحقيق الكفاءة في التوريد.
وأشار المتحدثون إلى الحاجة لتصميمات مستدامة ومواد بناء مبتكرة تخفض استهلاك الطاقة، وتدعم مصادر الطاقة البديلة، رغم تحديات دمج المصانع المحلية والدولية، والحاجة إلى تحسين اللوائح ودعم العملاء.
فيما سلطت الجلسة الثالثة الضوء على “الأتمتة في البنية التحتية واتجاهات هندسة البناء”، واستعرض المتحدثون خلالها دور الأتمتة والتحكم في البناء وأثرها على الاستدامة، وتركز النقاش حول تحقيق توازن بين الأتمتة ورفع مهارات القوى العاملة لزيادة الإنتاجية والكفاءة.
وتناول المشاركون إستراتيجيات التصنيع خارج الموقع، حيث وصلت نسبته إلى 95% في بعض المشاريع، مؤكدين أهمية تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد والتصنيع الإضافي في إحداث تحول كبير في البناء والتشييد.
فيما ناقشت الجلسة الرابعة أفضل الممارسات في صناعة المقاولات: دراسة حالة، مستشهدة بنمذجة معلومات البناء (BIM) بوصفها تقنية أساسية في مشاريع البناء الكبرى، ودورها في تقليل التغييرات وتحسين نتائج المشاريع. وأشار المتحدثون إلى أهمية إدارة المخاطر مثل سوء فهم النطاق وإدارة المعلومات بشكل فعال، فيما قدمت فيديك إرشادات للاستفادة المثلى من هذه التقنية، مثل تطوير نموذج مشترك وتحديد توقعات المناقصة، ما يعزز من شفافية المشاريع ويقلل من مخاطر التكنولوجيا الرقمية.
وفي محور “الاتجاهات الجديدة في الأثاث والاكسسوارات وحلول إنهاء الأعمال” ناقشت الجلسة الخامسة الأثاث الذكي وحلول إنهاء الأعمال، وركزت على تحسين جودة الحياة في المملكة من خلال طرح حلول مبتكرة للمفروشات تدعم المنازل الذكية، وتلبي احتياجات العملاء، وتركز على الراحة والكفاءة. وشهدت الجلسة عرضًا لأحدث تقنيات المنزل الذكي، مع الإعلان عن الإطلاق الوشيك لحلول شاملة للمنازل الذكية في المملكة.
وفي الجلسة الختامية، استعرض المتحدثون محور التصميم الداخلي الذكي، وأثره على جودة الحياة، مع مناقشة سبل نقل المعرفة وبناء القدرات وتبني حلول مبتكرة. وركزت الجلسة على أهمية نقل المعرفة وتطوير المحتوى المحلي، إلى جانب تطبيق الحلول المستدامة ومراقبة الجودة في التصاميم، لتعزيز التناغم بين السياسات وأهداف الاستدامة.
يُذكر أن معرض البناء السعودي في نسخته الـ 34 يستمر حتى يوم غد الخميس، ويهدف إلى توفير منصات للنقاش وتبادل الأفكار حول مستقبل البناء والتطوير العمراني في المملكة، مع تركيز خاص على الابتكار والاستدامة.