تشهد تكنولوجيا البناء تقدمًا كبيرًا، حيث من المتوقع أن ينمو سوق البناء بمقدار 8 تريليونات دولار بحلول عام 2030. وتتصدر الصين والولايات المتحدة والهند هذا الارتفاع، حيث يرجح أن تمثل هذه الدول 57% من إجمالي النمو العالمي في هذا القطاع الذي يتوقع أن يزداد بنسبة 85% ليصل إلى 15.5 تريليون دولار بعد 5 سنوات، بفضل الابتكار التكنولوجي والجهود المبذولة لتحقيق الاستدامة.
اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً
وأصبح تحليل البيانات أحد الأسس التي تقوم عليها تكنولوجيا البناء، حيث يساهم في اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً ويعزز من كفاءة المشاريع. من خلال الاستفادة من الكميات الضخمة من البيانات التي يتم جمعها أثناء تنفيذ المشاريع الإنشائية، تستطيع الشركات التنبؤ بالتأخيرات المحتملة، تحسين إدارة الموارد، وتحقيق نتائج أفضل بشكل عام.
وتساهم تحليلات البيانات التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تمكين الفرق من التنبؤ بالتحديات والتعامل معها بشكل استباقي، مما يضمن تنفيذ المشروع بسلاسة.
كما تُحدث أدوات التحليل الفوري ثورة في عمليات البناء في الموقع، حيث تقدم رؤى لحظية حول الإنتاجية والسلامة واستخدام الموارد. وتساعد أجهزة الاستشعار المرتبطة بالإنترنت والأجهزة المتصلة في جمع بيانات قيمة، مما يساعد مديري البناء على اتخاذ قرارات مستنيرة في الوقت الفعلي. ولا يقلل هذا من عدم الكفاءة فقط، بل يحافظ أيضًا على سير المشاريع وفق الجدول الزمني والميزانية المحددة، مما يلبي متطلبات صناعة البناء السريعة النمو في العصر الحالي.
تقليل هدر الموارد
كذلك يساهم تكامل تحليل البيانات مع تقنيات البناء مثل نمذجة المعلومات للبناء (BIM) في فتح فرص غير مسبوقة للتطوير، إذ أنه من خلال دمج هذه الأدوات، يمكن للفرق تبسيط سير العمل، وتقليل هدر المواد، وتعزيز التعاون عبر جميع مراحل المشاريع الإنشائية. ويدعم هذا التكامل الطلب المتزايد على الحلول المستدامة والمبتكرة، ويضع معايير جديدة للكفاءة في قطاع البناء.
ومع هذه المزايا، أصبح تأثير تحليل البيانات على تكنولوجيا البناء واضحًا. فقد أشار تقرير صادر عن شركة ديلويت إلى أن الإنفاق على البناء بلغ 2 تريليون دولار في العام الماضي، حيث تم تخصيص جزء كبير من هذا المبلغ للابتكارات المدفوعة بالبيانات.
كما كشف استطلاع رأي من RICS أن 34% من الشركات شهدت زيادة في الإنتاجية في العام الماضي، مع توقع 44% منها لتحقيق المزيد من المكاسب في المستقبل. وأصبح تحليل البيانات مع استمرار تطور صناعة البناء، أمرًا أساسيًا للبقاء في المنافسة وتحقيق نجاحات متميزة في المشاريع الإنشائية.