شهر رمضان.. تقييم وتخطيط
عبدالعزيز العيسى
يشهد النشاط العقاري في شهر رمضان المبارك تحولاً ملحوظاً، حيث يتأثر بوتيرة الحياة المتغيرة وطبيعة الشهر الفضيل، فبينما يميل البعض إلى تقليل ساعات العمل والتركيز على العبادة والتقرب إلى الله، بينما يحاول فريق آخر المواءمة بين متطلبات رمضان الروحانية وبين قنص الفرصة ذهبية لتقييم أعمالهم وتخطيط مشاريعهم المستقبلية.
جرت العادة في معظم مناطق المملكة بحرص معظم رجال وسيدات الأعمال على قضاء شهر رمضان، مما يخلق بيئة خصبة لعقد الصفقات وتسويق المشاريع العقارية المتعثرة، وترويج الفرص بعروض خاصة تحمل تسهيلات وتخفيضات تجذب الكثيرين وخاصة الراغبين في شراء المساكن، أو تمويل عقاري، لذلك نجد انتعاشًا حقيقيًا في الكثير من الأنشطة المرتبطة في العقار، وخاصةً أن عطلة عيد الفطر المبارك التي تعقب الشهر تعتبر موسم للمناسبات التي تستوجب التجهيز.
وخلال الشهر الكريم تؤدي الديوانيات واللقاءات الرمضانية دورًا حيويًا في تنشيط أعمال العقاريين، حيث توفر منصات للتواصل وتبادل الخبرات، هذه التجمعات تعزز العلاقات بين المتعاملين، وتتيح فرصًا لعقد الصفقات وعرض المشاريع، كما أنها تساهم في تبادل المعلومات والتشريعات حول السوق العقاري، وتوفير فرص لتطوير المشاريع المستقبلية، مما يجعلها مادة دسمة للنقاش خلال شهر رمضان.
ومن خلال الاستطلاع الذي أجرته »صحيفة أملاك العقارية» أيدت الإفادات أن التقييم والتخطيط يُحظيان باهتمام خاص من العقاريين، حيث يركزون على مراجعة أدائهم، والعمل على تصحيح مسارهم، لذلك التقييم في رمضان من أجل التجويد بعيدًا عن حسابات الربح والخسارة التي لها وقتها وآلياتها، وما يساعد كثيرًا في وضع الرؤى المستقبلية هو الأجواء الروحانية والصفاء الذهني اللذان يساعدان على اتخاذ قرارات صائبة، من غير ضغوط ومشاغل الحياة التي تعترض الإنسان في بقية الشهور والمواسم.
ومع هذه المكاسب، توجد تحديات تختلف من شخص لآخر تتمثل في تغيير نمط وإيقاع الحياة بانخفاض عدد ساعات العمل نهارًا، ونذر جزء من الوقت للعبادة، وهي الغاية الأمثل والأبرك، واختلاف الأزمنة المناسبة للبعض، ومع ذلك يبقى شهر رمضان فرصة سانحة للعقاريين للتواصل وتعزيز أواصر الإخوة والمحبة بينهم.