رفع الإيقاف عن الأراضي يبحث عن عروض تمويلية بأرباح هامشية
استطلاع: عبدالله الصليح: تمثل التوجيهات والقرارات التي أصدرها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، والخاصة برفع الإيقافات عن منطقة شمال الرياض وتعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء والقوانين المنظمة لعقد الإيجار، مرحلة جديدة في تطوير القطاع العقاري، وستسهم في إعادة هيكلة العرض والطلب بما يخدم مصلحة المواطن أولاً، ويدعم خطط التنمية الشاملة في المملكة. إن نجاح هذه المبادرات يعتمد بدرجة كبيرة على تكامل الأدوار بين الجهات التنظيمية، والمطورين، والقطاع التمويلي.
أحمد الدبيخي: إحداث نقلة نوعية في السوق بتوفر الأراضي
توقع أحمد بن محمد الدبيخي – مستشار عقاري، أن يُحدث قرار رفع الإيقاف وتحرير الأراضي في شمال الرياض أثرًا إيجابيًا واضحًا على استقرار السوق العقاري، وذلك بعد البدء في تطوير الأراضي المحررة وضخها من جديد، ما يسهم في تحقيق التوازن بين العرض والطلب.
وأبان الدبيخي أن فترة الإيقاف ساهمت بشكل غير مباشر في توجيه الطلب نحو الأحياء وسط الرياض ذات البنية التحتية المكتملة، ما يعكس بُعدًا إيجابيًا إضافيًا في إعادة توزيع الطلب.
وأوضح الدبيخي أن السوق في شمال الرياض يشهد طلبًا يفوق العرض، خاصة في المناطق المجاورة لمناطق الإيقاف السابقة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار العقارات وعدم استقرار السوق. وقد نتج عن هذا الوضع حالة من التردد بين البائعين، بسبب الزيادة المستمرة في الأسعار وغياب البدائل المناسبة في حال البيع.
للوقوف على الأثر الزمني المتوقع، أشار إلى أن تحقيق الأثر الكامل للمشاريع الكبرى يتطلب وقتًا، ويعتمد على سرعة الإنجاز ووتيرة التسليم، والتي قد تمتد لعدة سنوات، مؤكدًا أنها ستوفر وحدات سكنية مكتملة الخدمات، تسهم في تلبية الطلب المتزايد على الإسكان بأسعار مناسبة وجودة حياة عالية.
وتوقع الدبيخي أن تؤدي التوجيهات التنظيمية الجديدة، وعلى رأسها تحرير الأراضي، إلى إحداث نقلة نوعية في السوق العقاري، مشيرًا إلى أن توفير المزيد من الأراضي والوحدات السكنية سيساهم في كبح جماح الأسعار المرتفعة، ويمنح المستفيدين والمستثمرين خيارات أوسع، مما يعزز من استقرار السوق ويشجع على زيادة النشاط الاستثماري في القطاع.
وشدد الدبيخي على ضرورة وأهمية مواكبة البنوك وجهات التمويل للقرارات الأخيرة والتفاعل مع المستجدات؛ وذلك من خلال دعم التمويل للمطورين العقاريين المؤهلين لتسريع عملية البناء وضخ المزيد من الوحدات السكنية، توجيه جزء من التمويل نحو المشاريع الكبرى التي تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وإيجاد وتطوير أدوات ومنتجات تمويلية أكثر مرونة واستجابة للطلب المتجدد في السوق العقاري.
سليمان الدغماني: توفير حلول تمويلية واسعة باقل فائدة
بدوره، أمّن سليمان الدغماني، إعلامي ووسيط عقاري، على أن رفع الإيقاف وتحرير الأراضي بشمال الرياض سيحدث تحولًا كبيرًا في القطاع العقاري وتمنع الحد من التسارع في ارتفاع الطلب ويكون متوازن مع العرض، مما سيوفر مشاريع سكنية وتجارية في المستقبل تُلبي رغبات جميع الشرائح.
وتوقع الدغماني أن يكون المدى الزمني الكافي لضخ وحدات سكنية جديدة بأسعار معقولة في حدود 8 شهور إلى سنة، وأبان أن تداولات العقارات بيعًا وتأجيرًا ستكون في متناول الجميع وبأسعار مناسبة وبمتابعة الهيئة العامة للعقار.
وختم الدغماني حديثه لـ »صحيفة أملاك» بتوصية للبنوك والجهات التمويلية وحثها على مواكبة المتغيرات بتوفير حلول تمويلية واسعة بأقل فائدة.
القرارات عيدية اطمأنت بها القلوب
جاء قرار توفير الأراضي من خلال عدد من التوجيهات بين الحقيقة والخيال، وتداخلت المشاعر بين توقف المصالح من بعض المحتكرين، ولهفة المواطنين الذين أضناهم البحث عن الأرض التي تُلبي رغبات سكن أسرتهم.
وذهبت فرحة البعض إلى أبعد من ذلك، إذ اعتبر البعض القرار عيدية مقدمة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، حيث لا تُخفى على أحد أسعار العقارات مرتفعة جداً؛ حتى بات من المستحيل في هذا الزمن امتلاك منزل من دون قرض بأرباح مرتفعة، ولكن جاءت التوجيهات والقرارات الجديدة في توقيت مناسب؛ حيث قاربت التشريعات العقارية على الاكتمال، ويذلك يكون قد وضع الأمور في نصابها وكان ذلك أدعى لاطمئنان قلوب المواطنين وراحة نفوسهم.