في مؤشر جديد على تباطؤ الطلب على التمويل العقاري، كشف البنك المركزي السعودي “ساما” عن تراجع حجم القروض السكنية الجديدة المقدمة للأفراد من المصارف إلى 6.297 مليار ريال خلال شهر أبريل 2025، مقارنة بـ8.399 مليار ريال في مارس من نفس العام، أي بانخفاض بلغت نسبته 25% على أساس شهري.
ويأتي هذا التراجع رغم تسجيل نمو سنوي ملحوظ بنسبة 17.9%، حيث سجل التمويل العقاري للأفراد في أبريل من العام الماضي نحو 5.341 مليار ريال فقط.
الفلل تتصدر المشهد رغم التراجع
ووفقاً للنشرة الإحصائية الصادرة عن “ساما”، واصلت الفلل السكنية تصدرها لقائمة المنتجات العقارية الأكثر طلبًا، حيث استحوذت على 62.4% من إجمالي القروض السكنية المقدمة للأفراد خلال أبريل، بقيمة 3.93 مليار ريال.
لكن اللافت أن هذا الرقم يمثل تراجعًا مقارنة بشهر مارس، الذي سجل تمويلاً بقيمة 5.186 مليار ريال، أي بانخفاض شهري بنسبة 24%.
تحولات في سلوك المستهلكين؟
يرى خبراء في القطاع العقاري أن الانخفاض في التمويل العقاري الشهري يعكس تحولات في سلوك المستهلكين، نتيجة عدة عوامل، أبرزها: ارتفاع أسعار الفائدة، وتشبع بعض الأسواق المحلية، وتوجه شرائح من المواطنين نحو بدائل تمويلية جديدة أو خيارات سكنية أقل كلفة، مثل الشقق أو الوحدات الجاهزة.
الدعم السكني والحلول التمويلية في الواجهة
رغم التراجع في التمويل الشهري، تشير البيانات إلى استمرار جهود الجهات المعنية في توسيع قاعدة المستفيدين من البرامج السكنية. فوفقًا لبيانات حديثة، استفاد نحو 870 ألف مواطن من برامج الدعم السكني، إضافة إلى الإعلان عن ثلاثة حلول تمويلية جديدة لتعزيز القدرة على التملك.
وفي هذا السياق، تم خلال مايو الماضي إيداع أكثر من مليار ريال في حسابات مستفيدي برنامج “سكني”، ضمن الجهود المستمرة لدعم قطاع الإسكان ورفع نسب التملك بين المواطنين.