الذكاء الاصطناعي في إدارة الأصول العقارية: نحو مبانٍ تُدير نفسها… إلى أين نذهب؟
هشام القاسم
لفترة طويلة، كان يُنظر إلى المباني باعتبارها أصولًا ثابتة؛ جدران، أنظمة، وصيانة دورية. لكنها في 2025 بدأت تتحول إلى كيانات ديناميكية، تتفاعل وتتعلم، بل وتُدير ذاتها جزئيًا بفضل الذكاء الاصطناعي.
المبنى لم يعد مجرد وحدة سكنية أو تجارية، بل أصبح منصة بيانات حيّة، تسجّل كل تفصيلة من أداء المصاعد، واستهلاك الكهرباء، وتكرار الأعطال، إلى مستوى الرضا السكاني.
هذه البيانات، حين تُعالج باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، تتحول إلى قرارات.
فجأة، يستطيع النظام تنبيه فريق الصيانة قبل تعطل التكييف، أو اقتراح تحسينات تقلل من فاتورة الكهرباء بنسبة 20%.
ما الذي تغيّر فعلاً؟
- تحول دور إدارة الأصول من رد الفعل إلى التنبؤ والوقاية.
- ظهور تقنيات تعلم الآلة في تقييم أداء وحدات التكييف، الإضاءة، العزل، وغير ذلك.
- الاعتماد على “التوأم الرقمي» لتصور أداء المبنى لحظة بلحظة وتحسينه باستمرار.
هذه التحولات تفتح الباب أمام نموذج جديد: «العقار الذكي التشغيلي».
ليس فقط في تشغيل المصاعد أو التحكم بالإضاءة، بل في اتخاذ قرارات إدارية كاملة، مدفوعة بالبيانات.
التحدي الحقيقي: كيف نتبنى هذا المستقبل؟
السؤال لم يعد «هل يمكن؟» بل «متى وكيف؟»
البداية تكون بتأهيل البنية التحتية لتكون قادرة على التقاط البيانات.
ثم دمج الأنظمة في منصة موحدة، واختيار خوارزميات تتناسب مع طبيعة كل مشروع.
لكن الأهم من كل ذلك هو تغيير عقلية المطور:
أن يدرك أن الاستثمار في التكنولوجيا التشغيلية اليوم يعني تقليل المخاطر المستقبلية، ورفع كفاءة التشغيل، وزيادة عمر الأصل.
فمن سيتبنى الذكاء الاصطناعي الآن… هو من سيملك القدرة التنافسية في المستقبل القريب.
@ArchHesham