نعتز بطبعنا.. وقادتنا.. ووطننا
في كل عام، ومع حلول ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، لا يقتصر الاحتفال على ترديد الأناشيد والأهازيج المفرحة، وأعلام ترفرف عاليةً خفاقة في كل مدن وقرى المملكة، بل هو لحظة تاريخية تتجدد فيها الروح، وتنبض فيها القلوب بمشاعر الفخر والمحبة، إنه يوم نستذكر فيه القيمة الحقيقية لهذا الكيان العظيم، الذي لم يُولد صدفة، بل وُحِّد بجهود ولتضحيات جليلة، رسّخت الكثير من القيم الأصيلة؛ ليأتي الاحتفاء بهذه المناسبة تحت شعار (عزنا بطبعنا).
امتزجت طباعنا النبيلة بأخلاق الشعب السعودي السمحة وهي تعرف قيمة الوفاء لهذه القيادة الرشيدة لتستحضر معها تاريخًا مجيدًا خطه الأجداد بدمائهم وعزيمتهم التي لا تلين. فمن قلب نجد، انطلق الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، في رحلة التوحيد، حاملًا على عاتقه مهمة بناء دولة موحدة من شتات القبائل المتفرقة، لم تكن المهمة سهلة، بل كانت تتطلب حكمة، وشجاعة، وإيمانًا عميقًا بالهدف السامي؛ لذلك اجتمعت القبائل تحت لواءه، وتوحدت الكلمة تحت حلمه الذي تحقق، وصارت الأمة تنبض بقلب واحد، خلف قائدها الذي أرسى دعائم الأمن والاستقرار.
وذكرى اليوم الوطني 95 هي دعوة للتأمل والتفكير وعقد المقارنات، إذ كيف تحولت الصحراء القاحلة إلى مدن عصرية، وكيف أصبحت المملكة قوة اقتصادية وسياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، بل كيف تحول الفكر الإنساني من الولاء للقبيلة إلى الولاء للوطن، إنها قصة نجاح ملهمة، لا نمل تكرارها عامٍ بعد عام، ويرويها جيل لآخر، لنحتفظ في سِفر التاريخ بكتاب خالد سيكون مرجعًا للأمم وهي تحاول أن تبني أوطانها وتوحد كلمة أبناءها على قيم العدل والمساواة، وعلى أساس متين من الوحدة والتلاحم.
في هذا اليوم، نجدد العهد والولاء لقيادتنا الرشيدة، ونعاهد أنفسنا على مواصلة مسيرة البناء والتنمية، فالاحتفال باليوم الوطني هو بمثابة وقود يدفعنا نحو المستقبل، مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا، يتماشى مع رؤية 2030 الطموحة التي دفعت بمشاريع تنموية وإنسانية ضخمة دفعت بعجلة الاقتصاد المزهر نحو مصاف الدول المتقدمة، وجعلت الإنسان أكثر قربًا من أسباب جودة الحياة.