تشهد المملكة العربية السعودية طفرة غير مسبوقة في تطوير الضواحي السكنية، وذلك في إطار استراتيجية شاملة تستهدف توسيع نطاق التنمية الحضرية خارج مراكز المدن، ورفع نسبة التملك، وتعزيز جودة الحياة، حيث تعتبر هذه المشاريع أحد أهم محركات النمو في سوق العقار السعودي، بدعم حكومي واستثماري ضخم، فضلًا عن الشراكات الموسعة مع القطاع الخاص.
حجم استثمارات مشاريع الضواحي السكنية
وبلغ حجم الاستثمارات الموجهة لتطوير الضواحي السكنية الكبرى، حتى فبراير الماضي، نحو 140 مليار ريال، والتي تشمل أعمال البنية التحتية، وتصميم الأحياء الحديثة، وتوفير الخدمات الأساسية والترفيهية، طبقًا لبيانات وزارة البلديات والإسكان، حيث تعكس هذه الاستثمارات حجم التحول العمراني الذي تقوده الوزارة ضمن رؤية السعودية 2030.
سبع ضواحي رئيسية تعيد تشكيل خريطة السكن
وتعمل الشركة الوطنية للإسكان على تطوير 7 ضواحٍ كبرى في مدن الرياض وجدة والدمام، بمساحة تتجاوز 53 مليون متر مربع، وتشمل الضواحي السكنية التي سيتم تطويرها الجوان، الجوهرة، الميار، الواجهة، السديم، الدار، خيالا، والتي تهدف إلى توفير عشرات الآلاف من الوحدات السكنية، بأسعار تتناسب مع احتياجات الأسر السعودية، مع دعم مستهدف رفع نسبة تملك السعوديين إلى 70% بحلول عام 2030.
مقومات عمرانية متكاملة
تتميز مشاريع الضواحي السكنية الحديثة في المملكة العربية السعودية بتصاميم تعتمد على التخطيط الذكي والبنية التحتية المتكاملة، والتي تتمثل في شبكات طرق حديثة تربط الضواحي بمراكز المدن، مدارس ومراكز صحية وخدمات يومية، مساحات خضراء واسعة وحدائق عامة، مراكز تجارية وترفيهية داخل الأحياء، ومسارات للمشاة والدراجات. وأوضحت الشركة الوطنية للإسكان، أن متوسط أسعار الوحدات في هذه الضواحي السكنية يتراوح بين 600,000 و 900,000 ريال، وهو ما يجعلها خيارًا مناسبًا للعائلات المستفيدة من برامج الدعم السكني.
نسب إنجاز متقدمة ومشروعات قيد التطوير
وتشير بعض التقارير الحديثة، إلى أن بعض مشاريع الضواحي السكنية في الرياض وجدة حققت نسب إنجاز تجاوزت 70%، مع استمرار العمل على أكثر من 18 مشروعًا سكنيًا توفر ما يزيد على 57,000 وحدة في مراحل مختلفة من التنفيذ.
كما طرحت وزارة البلديات والإسكان، ما يزيد على 26,000 وحدة جديدة ضمن مشاريع البيع على الخارطة خلال 2025، ما يعزز المعروض السكني في الضواحي والمناطق المتاخمة للمدن الكبرى.
الطلب المتزايد يعزز الاستثمار العقاري
ويرى خبراء السوق العقاري أن الضواحي السكنية أصبحت اليوم خيارًا استراتيجيًا للمستثمرين؛ نظرًا لارتفاع قيمة الأراضي مستقبلًا مع نمو الطلب وتحسن البنية التحتية، فضلًا عن أن التوسع العمراني خارج مراكز المدن، خاصة في العاصمة الرياض، يعكس تحولًا اجتماعيًا نحو السكن في مساحات أوسع وبمرافق عصرية.