افتتح معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر اليوم أعمال النسخة السابعة لمؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية بالعاصمة الرياض، وذلك بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين ورؤساء الشركات العاملة في قطاع سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية، وممثلين عن الجهات الحكومية والقطاع الخاص، والمهتمين بتطوير القطاع اللوجستي، ونخبة من رواد الصناعة والمستثمرين، إلى جانب عدد من السفراء وممثلي المنظمات العالمية والمحلية.
وأكد وزير النقل والخدمات اللوجستية في الكلمة التي ألقاها في حفل الافتتاح أهمية إعادة تشكيل سلاسل الإمداد من خلال شراكات إستراتيجية جديدة لمواجهة التحولات الجذرية التي يشهدها القطاع الذي يمثل عصب الاقتصاد الحديث.
وأشار إلى أن مؤتمر هذا العام ينعقد في ظل واقع تشكل على أرض المملكة بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والدعم والتمكين من سمو ولي العهد -حفظهما الله- فقد أصبح مستقبل قطاع النقل والخدمات اللوجستية في المملكة مسارًا متحققًا على الأرض، وواقعًا تتحدث عنه المؤشرات الوطنية والدولية، وفي مقدمتها تجاوز الالتزامات الاستثمارية من القطاع الخاص المحلي والعالمي 280 مليار ريال، وزيادة نسبة المساهمة المباشرة لأنشطة النقل والتخزين في الناتج الوطني 6.2%، وارتفاع معدل نمو قطاع الشحن الجوي بنسبة 34% مقارنة بالعام السابق ليصل إلى 1.2 مليون طن، وأيضًا ارتفاع معدل توفير الوظائف في أنشطة النقل والتخزين بنسبة 28% حتى نهاية الربع الأول من العام الحالي، حيث أضيفت 144 ألف وظيفة جديدة ليبلغ إجمالي العاملين في القطاع نحو 651 ألف موظف.
ولفت وزير النقل النظر إلى دخول قطاع الطيران والنقل الجوي مرحلة توسع تاريخية غير مسبوقة سواء من حيث تطوير المطارات أو أسطول الطيران، وكذلك ارتفاع عدد المراكز اللوجستية العام الحالي إلى 24 مركزًا لدعم التنوع الاقتصادي، إضافة إلى تحقيق إنجازات كبيرة في مجال سلاسل الإمداد حتى أصبحت المملكة شريكًا فاعلًا في تأمين سلاسل الإمداد العالمية.
وأرجع الإنجازات التي تحققت إلى الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة الرشيدة، والإصلاحات الهيكلية التي مهدت الطريق نحو تحقيق الأهداف، وأصبحت واقعًا ملموسًا بفضل رؤية 2030 وتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.
وأشار إلى الانتقال لمرحلة جديدة من تحقيق الأهداف بعد تحقيق قفزة كبيرة في المؤشر اللوجستي العالمي الصادر عن البنك الدولي عام 23، الذي تقدمت فيه المملكة 17 مركزًا حيث تتضمن الأهداف الجديدة الدخول في قائمة أفضل 10 دول في المؤشر.
وتطرق وزير النقل والخدمات اللوجستية إلى تقدم المملكة إلى المراتب الأربع الأولى بين أسواق الدول الناشئة في العالم في مؤشر أجيليتي اللوجيستي للأسواق الناشئة 2025 الذي يضم 50 دولة، وذلك بفضل الاستثمارات الضخمة في قطاع الخدمات اللوجستية والتحول الرقمي الواسع في التجارة.
وقال: “إن المملكة أصبحت ركيزة أساسية في ضمان وتأمين سلاسل الإمداد العالمية ومحورًا مهمًا في التكامل العربي لهذا القطاع لضمان أمن واستقرار سلاسل الإمداد، في ظل التحديات الدولية الراهنة.”
وأشار إلى أن المملكة أصبحت مركزًا للأحداث العالمية الكبرى في مجال النقل والخدمات اللوجستية، حيث استضافت العام الماضي أكبر حشد من القادة وصناع القرار في المنتدى اللوجستي العالمي في نسخته الأولى.
وهذا العام يأتي مؤتمر سلاسل الإمداد كواحد من أهم الأحداث في قطاع سلاسل الإمداد بالمنطقة، وفي العام القادم تستضيف النسخة الثانية من منتدى الأونكتاد العالمي لسلاسل التوريد، بمشاركة بين منظمة الأمم المتحدة والهيئة العامة للموانئ.
ودعا معاليه في نهاية كلمته إلى توحيد الجهود في ظل الاستقرار الذي لا يزال هشًا طِبقًا لما أكدته المؤسسات العالمية.
بعد ذلك تجول الوزير الجاسر في المعرض المصاحب للمؤتمر الذي أقيم على مساحة 6500 متر وشارك فيه 141 شركة.
من ناحية أخرى يشهد المؤتمر توقيع 93 اتفاقية ومذكرة تفاهم على مدى يومين بإجمالي 19 مليارًا و53 مليون ريال حيث تسهم هذه الاتفاقيات في إقامة عدد من المشروعات اللوجستية في المملكة.