ازدهار العقارات السياحية والفندقية يُعيد تشكيل اقتصاد الضيافة
المعماري د. هشام القاسم
يشهد قطاع العقارات السياحية والفندقية في المملكة العربية السعودية نموًا لافتًا، جعل منه أحد أسرع القطاعات تطورًا ضمن منظومة الاقتصاد الوطني، ويأتي هذا التحوّل نتيجة لرؤية استراتيجية تستهدف تعزيز الجاذبية السياحية وجعل المملكة وجهة عالمية تحتضن ملايين الزوار سنويًا، ما أدى إلى ارتفاع الطلب على الفنادق والمنتجعات والمساكن السياحية بمختلف فئاتها.
نهضة في سوق الضيافة الفندقية
ارتفع الطلب على الفنادق بجميع مستوياتها، بدءًا من الفاخرة ووصولًا إلى الفئة المتوسطة، مدفوعًا بتوسّع الأنشطة الترفيهية والثقافية والفعاليات العالمية التي تستضيفها مدن المملكة، وقد ساهمت المشاريع الكبرى في توفير بيئات ضيافة مبتكرة، تقدم تجارب معيشة راقية، وتدمج بين التصميم المعماري الحديث والعناصر البيئية المحلية.
الفنادق الجديدة اليوم لا تقدّم إقامة فحسب، بل تجربة متكاملة تقوم على:
- تصميمات مستوحاة من الطبيعة والبيئة المحيطة.
- أنظمة تشغيل ذكية تعتمد على التقنية في إدارة الخدمات.
- مساحات ترفيهية وصحية ورياضية تلائم الزوار من مختلف الفئات.
دعم للمساكن قصيرة الأجل والسياحة الداخلية
ازداد الإقبال على الشقق المخدومة والمساكن قصيرة الأجل، خصوصًا من قِبل العائلات والشباب الباحثين عن خيارات تناسب الرحلات السريعة أو الإجازات الأسبوعية. ومع نمو السياحة الداخلية، أصبحت المدن الساحلية والوجهات الطبيعية تستقطب استثمارات جديدة في المنتجعات والمخيمات الفاخرة (Glamping) والنُزُل البيئية.
هذا التوسع أوجد فرصًا واسعة أمام المطورين العقاريين لتقديم منتجات ضيافة مبتكرة تلائم الاحتياجات الحديثة للمسافرين.
المشاريع السياحية الضخمة ومحركات النمو
تُعد المشاريع السياحية الكبرى رافعة أساسية لتطور القطاع؛ فهي لا تعيد رسم خريطة السياحة فحسب، بل تخلق نماذج جديدة لمفاهيم الضيافة، تُركز هذه المشاريع على الاستدامة، وحماية الطبيعة، وتقديم تجارب غامرة تعكس هوية المكان. وقد عززت هذه المشاريع الطلب على الفنادق العالمية، والمنتجعات الفاخرة، والمساكن المطلة على الشواطئ، ومساحات التجزئة والخدمات الملحقة بالوجهات السياحية.
فرص وتحديات أمام المطورين
رغم النمو السريع، يواجه القطاع حاجة متزايدة إلى مرافق ضيافة متنوعة تغطي جميع الفئات السعرية، وتلبي الطلب المتنامي في المدن الكبرى والوجهات الناشئة. وتبرز أمام المطورين فرص واعدة لتطوير:
- فنادق متوسطة التكلفة ذات جودة عالية.
- منتجعات مستدامة تعتمد على الطاقة المتجددة.
- حلول ضيافة قائمة على التجارب البيئية والأنشطة الثقافية.
يمثل قطاع العقارات السياحية والفندقية اليوم أحد ركائز التحول الاقتصادي في السعودية، حيث يجمع بين الاستثمار العقاري، والضيافة، والترفيه، والثقافة في منظومة واحدة. ومع استمرار توسع المشاريع السياحية وارتفاع أعداد الزوار، يبدو أن هذا القطاع سيظل من أكثر القطاعات العقارية نشاطًا وقدرة على توليد الفرص خلال السنوات المقبلة.
@ArchHesham