آملاك الرياض
قال تقرير شركة المزايا القابضة إن المملكة تضع كثيرا من الأمل على السياحة الدينية التي تعد حجر الزاوية في صناعة السياحة السعودية والتي تسعى المملكة إلى تطويرها لتحقق التنوع الاقتصادي وتبتعد عن الاعتماد الكلي على النفط ومشتقاته، وتشير إحصاءات إلى أن قطاع السياحة الدينية في السعودية يمكن من توليد 7 مليارات دولار من العوائد السنوية، فيما تشير توقعات رسمية إلى مساهمة القطاع السياحي السعودي بنحو 2.7 % في الناتج المحلي وبالتالي يخلق أكثر من مليون وظيفة في ظل تمويل حكومي قدره 2.4 مليار ريال.
ورصد التقرير نضوجا في الخطط السعودية لتنمية قطاع السياحة في المملكة مستفيدا من التنوع الجغرافي ونقاط الجذب السياحي المتعددة التي تتمتع بها كبرى الاقتصادات العربية والتي من المتوقع أن تحقق نموا في الناتج المحلي يصل إلى 4 % خلال العام الجاري مقابل انكماش اقتصادات مجاورة وتوقف نموها نتيجة الأزمة المالية العالمية والتباطؤ الاقتصادي حول العالم.
وبين التقرير أنه في ظل هذه النظرة المتفائلة فإنه يتوقع أن يرتفع عدد السياح العرب والأجانب القادمين لزيارة الأماكن الدينية في مكة المكرمة والمدينة المنورة بنسبة 6.5 بالمئة سنويا، وذلك العدد يأتي مرتفعا من نحو 12 مليون حاج ومعتمر قدموا إلى السعودية خلال العام 2009 إلى أكثر من 15 مليون حاج ومعتمر في 2013.
ولفت التقرير إلى أن الاستثمارات الكبيرة التي خصصتها الحكومة السعودية لتوسيع الحرم المكي، وإضافة عشرات المشاريع التطويرية في مكة المكرمة من فنادق ومرافق وطرق وجسور في الحرم ومحيطه سيعزز من قدرة المملكة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المعتمرين والحجيج من مختلف أرجاء العالم، حيث تشهد الاستثمارات في السياحة الدينية وفي الفنادق والمرافق ومنشآت الضيافة الموجودة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، تطوراً كبيراً في الفترة الأخيرة.
وفي السياق يرى اقتصاديون ومحللون أن القطاع السياحي الديني في الأماكن الدينية مرشح لتحقيق نمو سنوي مبهر خصوصا في ظل التوسعات التي أعلنت عنها الجهات المختصة في السعودية، والتزايد الكبير في أعداد الحجاج سنوياً.
وقال التقرير أن السياحة الدينية تشكل نحو نصف إجمالي قطاع السياحة في المملكة بينما تأتي السياحة الداخلية (سياحة العائلات السعودية من مناطق المملكة المختلفة) في المركز الثاني من حيث الأهمية، لذا تقوم الهيئة العامة للسياحة على وضع الخطط الشاملة لتوفير مرافق وتسهيلات سياحية تدعم هذا النوع من السياحة في وقت يعتبر فيه السائح السعودي من أكثر السياح إنفاقا على السياحة مقارنة مع نظرائه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتابع التقرير أن بناء شبكة المواصلات المختلفة من طرق وسكك حديدية وطيران منخفض الكلفة سيعزز من تطور قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية خلال السنوات المقبلة، خصوصا مع تبدل في اتجاهات السياح الخليجيين نحو اقتصار السياحة في الدول المجاورة مقارنة مع السنوات السابقة، حيث أفرزت عوامل أمنية وسياسية وصحية واقتصادية اتجاهات جديدة في السياحة العربية والخليجية، كما برزت في الآونة الأخيرة وجهات جديدة تجتذب عدداً كبيراً من السياح من جميع دول العالم، ولا سيما دول مجلس التعاون الخليجي، الذين يعدون من أكثر السياح إنفاقاً على الجولات السياحية التي يقومون بها.