في يومٍ ينبض بالفخر والانتماء، يتحول اليوم الوطني السعودي الـ95 إلى لوحة فنية حية ترسمها أيادي الشعب والحكومة معًا، حيث تتزين سماء المملكة بأعلام خضراء ترفرف عاليًا، وتتردد أنغام العرضة السعودية في كل ركن.
ومنذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز آل سعود في 23 سبتمبر 1932، أصبح هذا اليوم رمزًا للوحدة والتطور، وفي عام 2025، تتجاوز أمانات المناطق حدود الاحتفال التقليدي لتغدو عروضًا احتفالية شاملة تجمع بين التراث والحداثة، مشعلًا يضيء طريق المستقبل. في هذا التقرير، نستعرض كيف ساهمت هذه الأمانات في صنع ذكريات خالدة، تجسد شعار “عزنا بطبعنا”.
أمانة منطقة الرياض
تنظم أمانة منطقة الرياض يوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 فعاليات اليوم الوطني السعودي الـ95 في 12 حديقة عامة بمختلف أحياء العاصمة، خلال الفترة من الساعة 4 عصرًا حتى 11 مساءً، في أجواء احتفالية تستهدف جميع الفئات العمرية، وتجمع بين الترفيه والتثقيف والتفاعل الإبداعي.
وتشتمل الفعاليات على عروض مسرحية تقدم فنوناً شعبية وتراثية ومسابقات تفاعلية، إضافة إلى عروض متنقلة تجوب مواقع الاحتفال، ومناطق مخصصة للأطفال تضم ورش عمل متنوعة كصناعة الحِبْر والحِرَف اليدوية وتلوين الأبواب النجدية وصناعة الحُليّ، إلى جانب أنشطة ترفيهية مثل الرسم على الوجوه وإطلاق البالونات. كما تتضمن الفعاليات أركان تصوير تفاعلية بزاوية 360 درجة، وعروض موسيقية وطنية تجمع بين آلة العود والكمان، إلى جانب لوحات فلكلورية متنوعة.
وتوفر الفعاليات كذلك تجربة متكاملة للزوار عبر مناطق مخصصة للمتاجر والمطاعم والمقاهي التي تقدم منتجات بطابع وطني، إلى جانب مجسمات جمالية وأركان فنية تعكس مزيج الأصالة والطموح، وفعاليات تروي مسيرة المملكة بأسلوب بصري حديث، فضلاً عن عروض الألعاب الشعبية القديمة للأطفال والشباب، وأمسيات موسيقية وطنية يشارك فيها فنانون محليون.
إلى ذلك، تنظم بلديات منطقة الرياض فعاليات اليوم الوطني الـ95 في 47 موقعاً بمختلف المحافظات والمراكز التابعة لها، من خلال أكثر من 205 فعالية متنوعة تستمر على مدى 3 أيام، بمشاركة واسعة من الأهالي والزوار. وتشمل الفعاليات عروضاً شعبية تراثية، ومسيرات وطنية، وفقرات فنية وثقافية، إلى جانب أنشطة للأطفال مثل الرسم وورش العمل والألعاب الحركية، كما تتضمن أركاناً للتصوير التفاعلي، وأمسيات شعرية وموسيقية، إضافة إلى مناطق للمتاجر والمأكولات الشعبية التي تضفي طابعاً وطنياً على الأجواء الاحتفالية.
وتهدف أمانة منطقة الرياض من خلال هذه الفعاليات إلى تعزيز الاعتزاز بالهوية الوطنية، وإحياء محطات تاريخية مهمة في مسيرة المملكة، وترسيخ روح الانتماء والفخر، وإبراز دورها في تنظيم فعاليات حضرية ومجتمعية تفاعلية تجمع المجتمع وتمنحه تجربة شاملة وثرية.
احتفالات أمانة جدة
في جدة، العروس الساحلية، أطلقت الأمانة برنامجًا شاملًا من الفعاليات في مواقع حيوية مثل كورنيش جدة ومتنزهات الحمراء والرويس. شملت الفعاليات، التي تجاوز عددها 100 نشاط، معارض تراثية تعرض الموروث الثقافي لمنطقة الحجاز، بما في ذلك الأزياء التقليدية والمأكولات الشعبية. كما تضمنت الاحتفالات عروضًا موسيقية حية، ومسابقات رياضية مفتوحة مثل سباقات الجري على الكورنيش، وأنشطة مائية جذبت السياح والمقيمين. أبرز لحظات الاحتفال كانت إطلاق الألعاب النارية فوق البحر الأحمر، والتي أضفت سحرًا بصريًا للمدينة، مما عزز مكانة جدة كوجهة سياحية رئيسية خلال اليوم الوطني.
إقبال متزايد على احفالات منطقة جازان
وتشهد منطقة جازان حاليًا، إقبالًا متزايدًا من العوائل والأفراد من السكان والزوار للاستمتاع بالفعاليات المتنوعة المصاحبة للاحتفال باليوم الوطني الخامس والتسعين “عزّنا بطبعنا”، التي تنظمها إمارة منطقة جازان، وسط منظومة متكاملة من الجهات الأمنية؛ لضمان تنظيم حركة السير والوصول السلس إلى الفعاليات.
وتشتمل الفعاليات المقامة في الواجهة البحرية، والشارع الثقافي، وساحة العلم، وبيت الثقافة بمدينة جيزان، على معرض “جازان أمن ونماء”، ومعارض الجهات الحكومية، والخاصة، والقطاع غير الربحي؛ مما يعكس التعاون المجتمعي، والمشاركة الفعّالة، التي تعكس التطور الكبير الذي تشهده المنطقة في مختلف المجالات.
وتتضمن الفعاليات معرض “وطن رياضي”، والمعرض الصحي، وعروض الدرون، والطيران الشراعي، والعرض العسكري، والعروض البحرية، إضافة إلى فعاليات الفروسية، وركن الطفل، ومسار المزارعين، ومسار الحرفيين، وفعاليات العزف، والمسرحيات، والمسابقات الترفيهية، والحفلات الفنية.
فعاليات متنوعة بمنطقة الجوف
تستقطب احتفالات منطقة الجوف باليوم الوطني الـ 95 للمملكة الزوار بحزمة متنوعة من الفعاليات التي تحتضنها 9 مناطق، و49 عرضًا فنيًّا وموسيقيًّا وثقافيًّا وحركيًّا، حيث تقام احتفالات الأهالي بتنظيم من أمانة الجوف، وتستمر 3 أيام حتى 25 سبتمبر الجاري.
ويشارك 8 من المنشدين والفنانين في إحياء “مسرح عزّنا”، أما ركن “معرض عزنا” الثقافي فينقل الجمهور من الحاضر للماضي، ويسلط الضوء على مسيرة الملوك وإنجازاتهم في بناء وتطوير المملكة، فيما تدعم منطقة السكوير المشروعات الناشئة وتتيح التعرف على إبداعات 16 أسرة منتجة.
ويحمل “مسرح 1352” تاريخ العام الهجري الذي شهد تأسيس المملكة، ويقدم العزف الموسيقي والفن الاستعراضي من خلال 15 عرضًا يقدمها 30 مشاركًا، أما “مجلس عزّنا” فهو ملتقى ثقافي حواري يحتضن مختلف الأفكار ويقدم 16 ضيفًا وضيفة من منطقة الجوف وخارجها يتحدثون في 6 مجالات مختلفة.
وتضم منطقة الأغذية، 11 علامة تجارية لتذوق مختلف الأطعمة والمأكولات الشهية وتجتمع فيها النكهات المحلية والعالمية.
وتتيح منطقة الطفل مساحة ترفيهية مليئة بالألعاب والأنشطة التي تحفز مهارات الأطفال وحواسهم من خلال 6 فعاليات و4 أركان، وتجسد منطقة الفرق الاستعراضية مساحة حيوية بالحركة والإيقاع والفنون التعبيرية التي تضفي أجواء مليئة بالبهجة من خلال 6 فرق و30 عرضًا.
أوبريت وطني وألعاب نارية بالمنطقة الشرقية
احتفلت أمانة المنطقة الشرقية باليوم الوطني ببرنامج مكثف شمل أكثر من 100 موقع في الدمام، الخبر، والقطيف. تضمنت الفعاليات أوبريتًا وطنيًا في مركز سايتك بالدمام، قدم خلاله فنانون محليون عروضًا موسيقية وشعرية تجسد الفخر بالإرث النفطي والتطور الاقتصادي للمنطقة. كما أقيمت عروض العرضة السعودية في كورنيش المحسنيات بالقطيف، حيث تجمع الآلاف لمشاهدة الألعاب النارية التي أضاءت السماء. شملت الفعاليات أيضًا معارض تراثية وأنشطة للأطفال، مثل ورش رسم الأعلام، بالإضافة إلى حملات توعوية حول أهمية الوحدة الوطنية، مما جعل الاحتفالات شاملة ومتنوعة.
بريدة مركز احتفالات منطقة القصيم
في القصيم، ركزت الأمانة على مدينة بريدة كمركز رئيسي للاحتفالات، حيث زينت الشوارع والميادين بأكثر من 15,000 علم وطني وإضاءات خضراء وبيضاء. تضمنت الفعاليات عروضًا شعبية، مثل العرضة والزير، إلى جانب معارض للمنتجات الزراعية المحلية، مثل التمور التي تشتهر بها المنطقة. كما أقيمت فعاليات رياضية، مثل مباريات كرة القدم الودية، وأنشطة ترفيهية للعائلات في متنزهات الملك عبدالله. ساهمت هذه الجهود في تعزيز الروح الوطنية ودعم الاقتصاد المحلي من خلال جذب الزوار من المناطق المجاورة.
70 موقعاً تحتفي باليوم الوطني في حائل
في حائل، رفعت الأمانة 3200 علم وطني عبر 70 موقعًا حيويًا، مع التركيز على تزيين الميادين الرئيسية، مثل ميدان المغواة. شملت الاحتفالات مسيرات وطنية شارك فيها الشباب والعائلات، إلى جانب عروض فنية تعكس التراث الحائلي، مثل شعر النبط والرقصات التقليدية. كما نظمت الأمانة معارض للحرف اليدوية، مثل النسيج والسدو، مما ساهم في تعريف الأجيال الجديدة بالموروث الثقافي. أضفت الألعاب النارية والعروض الضوئية لمسة ساحرة على سماء حائل، مما جعل الاحتفالات لا تُنسى.
لوحة خضراء في قلب جبال الباحة
في الباحة، أبدعت الأمانة في تحويل المنطقة إلى لوحة خضراء مبهرة، حيث تم رفع 13,369 علمًا وطنيًا، وتوزيع 4,267 كشافًا أخضر، وتركيب 16,770 مترًا من إضاءات LED التي زينت الشوارع والجبال. شملت الفعاليات، التي تجاوزت 100 نشاط، عروضًا شعبية في متنزهات الغابة ورغدان، ومسابقات ثقافية حول تاريخ المملكة. كما ركزت الأمانة على إشراك المجتمع المحلي من خلال تنظيم ورش عمل للحرف التقليدية، مثل صناعة الفخار، وفعاليات للأطفال، مثل رسم الأعلام وتوزيع الهدايا الوطنية. ساهمت هذه الجهود في تعزيز السياحة الداخلية، حيث جذبت الباحة آلاف الزوار من مختلف المناطق.
