العقار يتجاوز آثار الأزمة المالية العالمية والطفرة قادمة بقوة.
أوضاع السوق جيدة وكبار المطورين عائدون تدريجيا بمشاريع عملاقة في الاستثمار العقاري عملاقة .
المكاتب تشكو: الطلب أكبر من العرض لكن الأسعار مبالغ فيها!!
تحذيرات من الشائعات والمضاربات .. والرهن العقاري يحرك سوق الاستثمار العقاري ويدعمه.
”العقار يمرض ولا يموت” و الاستثمار العقاري لا خوف عليه
ماهي حقيقة أوضاع السوق العقاري الآن في مدينة الرياض خصوصاً والمملكة بشكل عام؟ هل وقعت السوق بالفعل تحت التأثيرات السلبية لمضاعفات الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالأسواق العالمية؟ وهل بدأت عملياً وواقعيا في التخلص من تداعيات هذه الأزمة؟ وهل السوق العقارية مقبلة على طفرة وحالة ازدهار حقيقية أم أنها ما تزال بعيدة عن هذه الطفرة؟ هذه الأسئلة وغيرها مما يدور في أروقة صناعة العقار و الاستثمار العقاري حملتها ” أملاك ” إلى عدد من اللاعبين الكبار في سوق الاستثمار العقاري والتطوير العقاري، كما طرحتها على المسؤولين بمكاتب العقار كي نجلو الحقيقة ونتعرف ويتعرف معنا القارئ والمواطن الباحث عن مسكن مناسب والمهتمون بالشأن العقاري على ما يدور في السوق وماذا هي رؤيتهم وتوقعاتهم بشأن المستقبل المنظور للسوق .. تلك هي الحصيلة .. فلنتابع:
العقار يتجاوز آثار الأزمة العالمية
أكد عدد من المستثمرين والمطورين العقاريين والمسؤولين عن المكاتب العقارية بالرياض أن السوق العقارية بالرياض خصوصاً والمملكة عموماً بدأت تتجاوز آثار تداعيات الأزمة المالية العالمية، بعد أن فرضت على المستثمرين العقاريين التوقف والتأمل فيما ستصل إليه رياح هذه الأزمة، وخصوصاً أن بعض المشاريع واجهت التعثر أو آثر مطوروها على التوقف نتيجة شح التمويل وإحجام البنوك عن تمويلها خوفاً على أموالها في ظلال الأزمة وعدم التيقن آنذاك من المدى الذي ستصل إليه الأزمة ومضاعفاتها.
لكن هؤلاء المستثمرين والخبراء العقاريين عبروا في لقاءاتهم مع “أملاك” عن ثقتهم في أن الرياض مقبلة على طفرة عقارية غير مسبوقة، لاسيما وأن القطاع العقاري السعودي يمتلك قدرات هائلة وعوامل قوة ضخمة، كما توقعوا أن تشهد السوق تنوعاً كبيراً في نوعية المشاريع، ورجح البعض التوجه نحو التطوير العقاري الشامل في الفترة المقبلة، ودخول كبار المطورين بقوة إلى السوق.
تداعيات الأزمة العالمية تتوارى
ومن جهته رأى رئيس مجلس إدارة شركة رأيك العقارية الأستاذ فهد بن عبدالله العجلان أن رياح الأزمة المالية العالمية أثرت بدون شك على القطاع العقاري في الرياض والمملكة ككل، فالعقار يتأثر بشكل وثيق بالأزمات التي تطرأ على الأسواق والاقتصادات بشكل عام سواء كانت على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي، لكنه أكد أن عوامل الأزمة رحلت بشكل كبير عن الأسواق العالمية، ورغم أن القطاع العقاري تأثر بشكل جزئي ومتفاوت ما بين منطقة وأخرى إلا أنه من المؤكد فقد باتت الأزمة وراءنا، ولا شك أن السوق مقبلة على فترة ازدهار قوية وانتعاش سيغير الصورة.
وأضاف العجلان أنه عادة ما تشهد السوق العقارية زخماً واندفاعة قوية بعد فترات التأمل والتفكير والتوقف، وهذا ما يتوقع أن يحدث في السوق السعودية، ورأى أن القطاع العقاري يترقب صدور نظام الرهن العقاري والأنظمة العقارية المكملة وهو ما سيكون له آثاره الإيجابية في تطوير وتفعيل السوق.
تأثر محدود
ومن جانبه أكد المهندس حمزة العطاس المدير العام لشركة درة الرياض للتطوير العقاري أن السوق العقارية السعودية هي سوق قوية وقائمة على قواعد متينة وآمنة، كما أنها سوق واعدة، وقال إنها بدأت بالفعل تتخلص من الآثار المحدودة التي أصابتها في شكل ركود جزئي نتيجة تداعيات الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالاقتصادات العالمية الكبرى، لكنه شدد على أن تأثر السوق العقارية بالمملكة كان محدوداً.
ورأى أنه ليس من العيب أن نعترف بأن السوق العقارية بالمملكة قد تأثرت بتداعيات تلك الأزمة، بل إنه من الظواهر الصحية والمنطقية أن تتأثر أسواق المملكة واقتصادها بما يشهده العالم من تحولات وتفاعلات اقتصادية نظراً لشيوع ظاهرة العولمة وانفتاح الاقتصاد والأسواق السعودية على الاقتصادات والأسواق العالمية.
لكن م العطاس شدد على مقدرة الاقتصاد الوطني وقوته في التعامل مع تلك الأزمات وامتصاص تداعياتها، وهو ما يصدق أيضاً على القطاع العقاري السعودي الذي وصفه بأنه يمتلك قدرات هائلة وعوامل قوة تجعله قادراً على استيعاب رياح الأزمات، كما يجسد القطاع العقاري بامتياز وجدارة مقولة أن ” العقار يمرض ولا يموت”.
ليس عيباً أن تتأثر السوق بالأزمة!
وقال إنه لم يكن عيباً أن تتأثر السوق العقارية بالمملكة برياح الإعصار المالي العالمي العاتي الذي هز عروشاً اقتصادية كبرى وأسقط كيانات اقتصادية عريقة، لكنه قال إنه مع ذلك فقد كان التأثير على قطاعنا العقاري محدوداً، وربما تجلى ذلك الأثر بصورة واضحة في تريث عدد من المستثمرين والمطورين العقاريين في تنفيذ بعض المشروعات العقارية بعد أن أصابتهم صدمة الأزمة المالية العالمية، وهذا حقهم الطبيعي الذي لا ينكره عليهم أحد، وتساءل: إذا وجد المستثمر نفسه وسط رياح عاتية .. أليس من المنطق والحكمة أن يحجم عن الاستمرار في ضخ استثماراته وسط هذه الأجواء، وأن يتوقف عن صب قواعد وأساسات مشروع ضخم قد تعصف به الأعاصير؟!!
تحديات جديدة أمام الاستثمار العقاري
أما المدير العام الشريك التنفيذي لشركة بصمة لإدارة العقارات الأستاذ خالد شاكر المبيض فيرى أن السوق العقارية تأثرت بشكل كبير بسبب الأزمة العالمية، لكنه أكد أن السوق العقارية السعودية تملك مقومات جعلتها تتعافى بسرعة بسبب وجود الطلب الحقيقي الداخلي، ويرى أن التأثير كان نفسياً ومباشراً عبر توقف التمويل للمطورين العقاريين من قبل البنوك مما تسبب في شح في المشاريع العقارية.
وعما إذا كان العقار يعيش أزمة ركود حقيقية، أم أنه بدأ يتخلص من آثارها، قال المبيض إن السوق بدأت بفضل لله تتعافى، ولكن هناك تحديات جديدة أمام المطورين العقاريين، وأن من يستطيع التعامل معها بوعي ويتجاوزها فسيستفيد بإذن الله وتوقع أن تكون السنوات القادمة سنوات تطوير عقاري.
مقبلون على طفرة غير مسبوقة
ومن جانبه يؤكد الرئيس التنفيذي لشركة دانات العقارية الأستاذ سعــــود الــرشــودي أن الواقع العقاري مطمئن ومستقبله مشرق بإذن الله بوجود الطلب والعرض، واعترف بأن الأزمة المالية العالمية ألقت بظلالها بشكل كبير ومؤثر على السوق العقارية وبالذات على مصادر التمويل المغذية للسوق، حيث أبدى كثير من البنوك التحفظ على عمليات التمويل، لكنه يؤكد أنه تم تجاوز هذه الأزمة بشكل سريع ومرن
ورأى أن وجود كمية الطلب الضخمة، تنفي أن العقار يعيش أزمة ركود حقيقية، وأضاف: ” وإن كنا فعليا نشهد أحيانا فترات نشاط عقاري أكثر من المعقول سرعان ما ترتد إلى الوضع الطبيعي، وبطبيعة الحال العقار يعتبر بطيء التداول”، وأكد أننا مقبلون على فترة طفرة عقارية غير مسبوقة نظراً للطبيعة السكانية في بلد حديث مثل المملكة، لكنه يرى أن هذه الطفرة ستشهد تنوعاً كبيراً من حيث نوعية العقارات المقدمة للسوق.
كبار المطورين قادمون
وتوقع الرشودي أن السوق مقبلة على التطوير العقاري الشامل، وأن تشهد السوق دخولاً تدريجياً للمطورين الكبار، ليحلوا محل المطورين الصغار والمتوسطين الذين يمثلون حالياً نسبة 80 % من التطوير العقاري في السوق، كما توقع أن تشهد السوق تغيراً كبيراً في الأسماء المؤثرة.
وحول دور البنوك السعودية في التمويل العقاري رأى الرشودي أن عموم البنوك تشجع كثيرا التمويل العقاري ولكن على مستوى الأفراد فقط, أما على مستوى المطورين والمستثمرين فيرى أن البنوك تتحفظ كثيراً على عمليات التمويل لمشاريعهم.
مكاتب العقار تؤكد: السوق قوية والطلب كبير
أما المسؤولون في مكاتب العقار فلم يبتعدوا عما قاله المستثمرون والمطورون العقاريون.
فقد أكد المدير التنفيذي لشركة السعيد العقارية الأستاذ سالم بن عبدالله المري أن السوق العقارية جيدة.
وأن هناك طلباً كبيراً على مساكن الأفراد ( فلل وشقق تمليك) في الرياض وخصوصاً في الأطراف الجديدة.
مؤكداً أن الطلب يفوق العرض بكثير.
ومن جهته يؤكد مدير عام مكتب النتيفي للعقارات الأستاذ ريان النتيفي أن الطلب كبير.
وأنه يلاحظ ذلك خصوصاً في مناطق الشمال والغرب بالرياض التي يتخصص في العمل فيهما، لكنه قال إن الأسعار مبالغ فيها.
ومن جانبه أكد الأستاذ محمد خليل السبعان ( شركة دواوين العقارية) أن الطلب كبير على المساكن وأكبر من العرض،
واعترف بأن الأزمة العالمية أثرت على سوق العقار بالمملكة، لكنه كان محدوداً بسبب قوة الاقتصاد الوطني
وقدرته على امتصاص آثار الأزمة، وأكد أن السوق العقارية مقبلة على مرحلة ازدهار كبير.
الرهن العقاري يحرك السوق
وأجمع المتحدثون على أهمية صدور نظام الرهن العقاري والأنظمة المكملة، وأنها ستساهم في دعم السوق العقارية وتحريكها،
كما طالب عدد كبير منهم بعدم التأثر ببعض الشائعات التي يروجها البعض في السوق العقارية.
والتي يعتبرونها غير صحيحة ولا تستند لأسس سليمة، دون أن يفصحوا عن طبيعة هذه الشائعات.
احذروا الشائعات والمضاربات
وطالبوا بالتركيز على المشاريع المدروسة التي يستفيد منها المواطن وتسهم في تحريك عجلة التنمية،
والبعد عن سوق المضاربات العقارية لأنها غير آمنة والاتجاه نحو التطوير العقاري المدروس الذي يحمل المستقبل للسوق العقارية الواعدة،
كما طالب البعض صناع القرار بسرعة تأسيس الجهات المهنية الحكومية المختصة بتنظيم السوق العقارية.