مع بداية عام 2017م صدرت العديد من التقارير العالمية لقياس الأداء الاقتصادي للدول وعكس مدى جاذبيها للاستثمار عن العام الماضي 2016م، ولعل في مقدمتها مؤشر التنافسية العالمية لعام 2016م والصادر من المنتدى الاقتصادي العالمي مصنفاً فيه 138 دولة في العالم حسب قدرتها التنافسية التي تقود للإنتاجية والازدهار، ويعتمد المؤشر على العديد من المؤشرات الفرعية مثل المتطلبات الأساسية، القواعد المؤثرة على الاستثمار الأجنبي المباشر، تعقيد الأعمال ،القدرة على الكفاءة، الابتكار والتطور، واحتلت سويسرا المركز الأول للعام الثامن على التوالي ثم بالمركز الثاني سنغافورة وتالها بالمركز الثالث الولايات المتحدة الأمريكية ثم هولندا وألمانيا، كما أصدرت مؤسسة ARCADIS مؤشر الأكثر جاذبية للاستثمار لعام 2016م, ويعتمد في ترتيب الدول على خمس معايير أساسية تتمثل في الاقتصاد والأعمال والبنية التحتية والمخاطرة والخدمات المالية، واحتلت سنغافورة المركز الأول كأكثر سوق جاذبة للاستثمار في البنية التحتية لثلاث سنوات على التوالي، ثم قطر بالمركز الثاني وتلتها الامارات المتحدة ثم كندا وماليزيا ، وتراجعت كل من أستراليا و الأرجنتين والبرازيل نتيجة لعدم الاستقرار السياسي، وأصدرت مجموعة البنك الدولي تقرير ممارسة أنشطة الأعمال2017و يقيس 190 اقتصاداً في جميع أنحاء العالم في (11) مجالاً مرتبطاً بإصلاحات لتسهيل ممارسة الأعمال التجارية، مثل بدء النشاط التجاري، واستخراج تراخيص البناء، والحصول على الكهرباء، وتسجيل الملكية، والحصول على الائتمان، وحماية المستثمرين الأقلية، دفع الضرائب، وتتقدم نيوزيلاندا القائمة بالمركز الأول ثم سنغافورة بالمركز الثاني، ويليها الدنمارك ثم هونج كونج وكوريا، وأكد التقرير أن أكثر من 60 % من اقتصاديات العالم حسنت من أنظمة أعمالها خلال العام الماضي، وأصدر معهد ميلكن مؤخراً مؤشر الفرص العالمية «جذب الاستثمار الأجنبي» عن منطقة أسيا للعام الماضي 2016م، ويقيم التقرير جاذبية البلدان الأسيوية للمستثمرين الأجانب من خلال خمس معايير: الاقتصاد والخدمات المالية وتطور الأعمال والإطار المؤسسي و السياسة الدولية، واحتل المركز الأول هونج كونج ثم نيوزيلاندا وتلتها أستراليا وسنغافورة واليابان، وفي جميع التقارير السابقة نلاحظ اختلاف تصنيف الدول في الأولوية حسب المؤشرات العالمية، ولكن جميعها تتفق على أن سنغافورة مازالت تنافس الدول في الصادرة في معظم التصنيفات لعام 2016م مما يجعلها هدف و واجهة يسعى لها المستثمرين الأجانب.