أخطر ما يواجه الموظف في عمله هو فشله في أن يصل إلى قناعة فيما يقوم به، وما ينجزه من مهام، ويؤديه في وظيفته.. فالحالة النفسية تؤثر وتتأثر بالمستوى العام للأداء ومن ثم الإنتاجية ومستوى النجاح.. ويعول كثيراً على مستوى الرضا الوظيفي الذي يشعر به الموظف في محيط عمله على مستويين المادي من راتب ومكافآت، وعلى المستوى المعنوي، كالتكريم وشهادات التقدير والشكر كجانب روحي غير ملموس يؤثر على الروح المعنوية للعاملين.
إن شعور الموظف بالغبن والظلم في عمله يضغط بشدة على قدرته على التحمل، ومدى قابليته للعمل وهو ما ينعكس على المدى البعيد على صحته الجسدية، فالأمراض «النفس جسدية» تنتشر بشدة في بيئات العمل التي لا تهتم بموظفيها أو تقيم وزنا لمطالبهم.. ولا عجب في أن 80% من الأمراض الجسدية التي يعاني منها الناس سببها الرئيس الضغوط النفسية والتي تتحول بعد ذلك إلى ما يسمى بالاحتراق النفسي، أي الوصول إلى كراهية شديدة للعمل والبيئة المحيطة به ورغم ذلك لا يزال مستمرا فيه، بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية كحاجته للراتب، أو خوفه من نظرة المجتمع له بأنه عاطل بلا عمل، فلا يجد أمامه سوى الاستمرار في عمله الذي يبغضه، متحملاً كل العواقب السلبية التي تتحول إلى أمراض منها ارتفاع ضغط الدم والصداع وأمراض القلب وغير ذلك.
في الولايات المتحدة هناك 40 مليون شخص يموتون سنويا بسبب أمراض القلب التي يؤكد الأطباء أن من أهم أسبابها ضغوط العمل المتباينة التي يتعرض لها الموظف خلال رحلته العملية.
لذلك من الضروري ان يتعلم الموظف كيف يواجه ضغوط العمل وان يرفع من قدرته على التحمل ويضاعف من جداره النفسي
ومن أهم طرق علاج الضغط النفسي والاحتراق الداخلي هو الاقتراب من الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب والصبر والتسلح بالعلم والمعرفة والسعي دوما نحو التطور والتغيير للأفضل على قدر الاستطاعة والرغبة الطموحة لتحقيق أهداف كبيرة ولا ننسى كلمات المتنبي :
على قدر أهـل العزم تأتي العزائم وتأتي على قــدر الـكرام المكارم