في أحد المصانع الشهيرة تعطلت ماكينة ضمن خط الإنتاج الرئيس، وبسببها توقف العمل بالكامل وحاول العامل المختص إصلاحها، وعندما فشل أخبر رئيس الوردية، الذي حاول هو الآخر ولم يفلح، وحاول آخرون بلا جدوى، ولم يكن هناك مجال سوى إبلاغ مدير المصنع بالعطل، وعلى الفور ترك المدير مكتبه متوجها إلى قسم الإنتاج، وبدأ يفحص الماكينة بنفسه، ثم خلع حلته الأنيقة وارتدى زي العمال، وأمضى أكثر من ساعتين وفي النهاية أصلح الماكينة، ذلك لأن المدير يجب أن يكون الأكثر خبرة ودراية وقدرة، وإلا لماذا صار مديراً، فإدارة الأعمال ليست تشريفاً وتكريماً إنما هي قدرة وإمكانية .
لذلك يجب ألا يقتصر دور المدير على مهام الإدارة الكلاسيكية المعروفة .. التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، وينبغي ألا تتقلص صلاحياته في المتابعة، وإصدار الأوامر والتوجيهات، لكن من أساسيات عمله هو القدرة على مواجهة المشكلات والتحديات، ودعم قدرات موظفيه والتطلع نحو التميز المؤسسي، واعتماد المعايير المناسبة لبيئة العمل.
مطلوب من المدير أن لا يفكر فقط، بل ويبدع في إيجاد حلولاً لمشكلات العمل والعقبات والمستجدات كافة، وأن يتفادى وضع الخطط المبهمة غير القابلة للتطبيق، وأن يعتمد نظاماً لتحفيز وتشجيع الإبداع والمبدعين من العاملين معه . . فالمديرون العاجزون عن إطلاق طاقات الموظفين مقصرون في عملهم بكل تأكيد .
كما إن تحليل باريتو الذي يعد إحدى التقنيات الأساسية لحل مشكلات المنظمة وتحسين جودة خدماتها أو منتجاتها . . تم تأسيسه على قانون 80/20 والذي يعني أن 80% من مشكلات العمل تعود إلى 20 % من الأسباب . وإذا تم تحديد هذه الـ 20% من الأسباب وجرى معالجتها فإن هذا سيؤدي إلى حل 80 % من المشكلات .