المملكة تقلص تقديرات العجز والانكماش والحياة تعود لطبيعتها بملاءة مالية كبيرة
نجحت المملكة العربية السعودية في تخفيض تقديرات العجز والانكماش الذي أصاب العالم بسبب جائحة كورونا، ويُعد ذلك مؤشر يعكس ما يتمع به الاقتصاد الوطني من ثقة كبيرة وملاءة مالية، وأدرجت وكالة التصنيف الإئتماني “ستاندر أند بورز” في تصنيف جيد كما أن هذا التصنيف الجيد نتيجة تعاملها المرن مع تداعيات الجائحة التي قابلتها حكومة المملكة بسياسات مالية وإصلاحات هيكلية تم اعتمادها منذ إطلاق الرؤية الطموحة.
اطمئنان على قوة اقتصاد المملكة
وأكد مختصون في أحاديث صحفية أن التدرج المتسارع الذي تشهده عودة الحياة الاقتصادية بالمملكة لطبيعتها نتيجة لحسن تعاملها مع تلك الجائحة والذي يفوق كثير من التقديرات التي كانت متشائمة بعض الشيء يؤكد بالإضافة إلى مختلف المؤشرات الاقتصادية الحالية على قوة اقتصاد المملكة ويبشر بالأفضل. وقال رئيس مركز الدراسات العربي الأوربي في باريس، الدكتور صالح بن بكر الطيار، إن مثل صدور مثل هذه التقارير الإيجابية من وكالات دولية تتمتع بالمصداقية يجعلنا مطمئنين على قوة الاقتصاد بالمملكة وعلى الملاءة المالية لها وعلى المستقبل، كما أنه مؤشر يعكس إيجابية و فعالية السياسة المالية الناتجة عن الإصلاحات المالية الهيكلية التي شهدتها المملكة منذ إطلاق رؤية المملكة 2030.
ويؤكد الطيار على أن جودة البيئة الاستثمارية في المملكة وقدرتها على جذب المزيد من المستثمرين، الذين تضاعف عددهم بشكل كبير خلال فترة وجيزة إذ نمت سجلات المستثمرين الأجانب في السعودية بنسبة 78% خلال هذا العام 2020 بواقع 25238 سجلاً فيما كان عددها في العام 2015م، يبلغ 14154 سجلاً فقط.
تعزيز ثقة رجال الأعمال
وعزز تصنيف الوكالة العالمية ثقة رجال الأعمال، حيث أكد المستثمر خالد سليمان باسهل أن هذا التميز يؤكد جدوى ونجاح خطط تنويع اقتصاد المملكة بدلاً من الاعتماد على النفط كمصدر دخل وحيد، ويمكن لنا اعتبارها مؤشراً على قرب عودة النشاط الاقتصادي في المملكة إلى طبيعته وتجاوز مرحلة كورونا وتبعاته. كما أكد الاقتصادي، خالد الغامدي، على إيجابية تصنيف وكالة التصنيف الإئتماني “ستاندر أند بورز” للمملكة عند (A-/A-2)، ونظرتها المستقرة لها مستقبلاً، مشيراً إلى أن هذه التقارير التي تصدر عن الوكالات الدولية، تؤكد بحيادية أننا نسير في طريقنا الصحيح لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، وهي مؤشر على جدوى برامج ومبادرات الرؤية.
وأشار خالد الغامدي، إلى أن نجاح المملكة في التعامل مع جائحة كورونا وتعاملها الحسن مع هذه الجائحة العالمية بفضل السياسة الحاسمة التي أقرتها القيادة الرشيدة أبهر العالم وكشف عن قدرات كبيرة ليس على المستوى الاقتصادي فقط بل في كافة مجريات الحياة ولذا فإن تصنيف “ستاندر أند بورز” وغيرها من الوكالات والهيئات الدولية هو أمر منصف ومستحق كما أنه مؤشر على مستقبل أفضل.
تأثير إيجابي للأرصدة المالية
وجاء في تقرير وكالة التصنيف العالمية ذكرت أيضا أن مركز صافي الأصول القوي للمملكة على أرصدتها المالية والخارجية يشكل دعمًا رئيسا لتصنيفها، كما أن الاحتياطيات المالية للحكومة والثقة في الاقتصاد دعما الطلب القوي على إصدارات الدين في كل من الأسواق المحلية والدولية، وتوقعت أن تمكن الهوامش الوقائية المالية الكبيرة للسعودية من تجاوز فترة الركود التي يمر بها الاقتصاد العالمي، كما تطرقت إلى قدرات تصدير النفط الفائض لدى المملكة ودورها الريادي في أوبك وسوق النفط العالمي وما يتوفر عبر ذلك من مرونة مالية وقدرة على التسعير، كما تطرقت أيضا إلى بعض برامج تنويع الدخل بالمملكة وتأثيرها الإيجابي مثل القيمة المضافة بعد رفعها إلى 15% وأثر ذلك في دعم الإيرادات المالية للدولة.