عرف الإنسان بناء الأنفاق منذ زمن بعيد، حيث يوجد أقدم نفق للسكك الحديدية في العالم في إنجلترا، وقد استخدم هذا النفق لربط أماكن استخراج الحجر الجيري بقناة “كرومفورد” من خلال مقطورات تقودها الأحصنة وتسير على قضبان حديدية.
بناء الأنفاق هو أحد أفرع الهندسة المدنية، وبقدر ما يشترك في العديد من المبادئ الأساسية مع الهندسة الإنشائية، إلا أنه يختلف عنها في أمور كثيرة.
يمكن تعريف الأنفاق بأنها ممرات أفقية تبنى تحت الأرض وتمتد بين مدخل ومخرج يكونان على سطح الأرض.
إنشاء الأنفاق هو حاجة ملحة خاصة مع التوسع العمراني، وأصبحت أكثر إلحاحاً مع ازدياد قيمة الوقت والتطور الملحوظ في وسائل المواصلات.
أما استخدامات الأنفاق فمتعددة أبرزها المواصلات والتعدين وشبكات المياه وشبكات الصرف الصحي ومنشآت الطاقة وغيرها الكثير من التطبيقات.
تطور طرق حفر الأنفاق أصبح سريعاً، ويعتمد على التكنولوجيا الحديثة، فتم اختراع آلة حفر تقوم بأعمال الحفر تلقائيا بشكل دائري، حيث يكون قطر الآلة مساويا لقطر النفق المزمع إنشاؤه حيث يصل إلى 19 مترا.
الآلة مكونة من صحن دائري في المقدمة مغطى بقواطع فولاذية صلبة وحادة تقطع و تهمش الصخور خلال تقدم الآلة بشكل أوتوماتيكي، أثناء الحفر تدخل هذه الصخور المهمشة من خلال فتحات في القرص الدائري إلى داخل الآلة ومن ثم تنتقل عبر أحزمة النقل إلى الخلف مما يتيح نقلها فيما بعد في شاحنات ضخمة إلى خارج النفق
يمكن استخدام هذه الآلة في كافة أنواع الصخور، بل وفي التربة أيضاً على عكس تقنية التفجير التي كانت تستخدم في تفجير الصخور داخل الجبال، وقد استخدمت المملكة العربية السعودية هذه التكنولوجيا الحديثة في إنشاء أنفاق في الرياض، كما استخدمتها قطر وبها أيضا قامت مصر بإنشاء أنفاق للسيارات تحت قناة السويس.
ولا بد من التأكيد على أن إنشاء النفق، هو عملية خطيرة وعمليات الحفر ليست إلا مرحلة من مراحل المشروع، فهناك كثير من الأمور الأخرى المهمة كتأمين التهوية، وأنفاق الصيانة، وعمليات التسليح التي تختلف من مكان إلى آخر.
سامي عبد العزيز
خبير عقاري