يقترب العالم من ثورة جديدة في مجال التخطيط الحضري لمدن المستقبل؛ حيث تتجه المدن الحديثة لتصميم خدماتها، وعلى رأسها الخدمات الصحية والترفيهية، بما يتناسب مع احتياجات سكانها وما يمكنها تحقيقه من خلق مستقبل حضري جديد أكثر عصرية وتميز، وتتيح هذه الخطوة لكل مدينة أن يكون لديها طابعها وخدماتها الخاصة التي تتماشى مع احتياجاتها وتميزها عن غيرها من المدن.
التكنولوجيا تحل مشاكل الإسكان
وكشف تقرير حديث صادر عن شركة كي بي إم جي للاستشارات المهنية في السعودية، عن توقف إنشاء “المدن المركزية التقليدية” بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19 التي لعبت دورا مهمًا في التغييرات التي يشهدها التخطيط الحضري للمدن حالياً.
وأشار التقرير إلى أنَّ عدم توفر الإسكان ميسور التكلفة لا يزال يمثل تحدياً كبيراً في تقدّم العديد من المدن، وتطرق التقرير لجدوى استخدام التكنولوجيا لمعالجة شتى المشكلات التي تحول دون المضي قدماً نحو غدٍ أفضل، بالإضافة إلى الاستثمار في القدرات الرقمية والبيانات الجديدة لبناء آفاق جديدة من الابتكار، مع الأخذ في الاعتبار عدم تمكين جميع الأفراد رقميًا. وأشاد التقرير ببعض الحلول الرقمية التي اتخذتها المملكة، بهدف تقديم الدعم السكني مثل منصة سكني.
تطوير المجتمعات الحضرية
وفي هذا الصدد، قال إسماعيل بن دحام العاني، رئيس القطاع الحكومي والعام لدى كي بي إم جي في السعودية: “تشهد المدن الآن منعطفاً تاريخياً، حيث تأخذ الصحة والاستدامة ورفاهية المجتمع الأهمية القصوى، وتأتي على رأس أولويات السكان، بطريقة لم نشهدها من قبل.”وأضاف: “إنَّ الآليات الرئيسية التقليدية المعمول بها منذ الأزل فيما يخص التخطيط الحضري تمر الآن باختبار حقيقي.”
والجدير بالذكر أنَّ حكومة المملكة تسعى لتطوير مجتمعات حضرية يكون الإنسان محورها الرئيسي، لذا قامت بتدشين عدة مشاريع مبتكرة، من ضمنها مشروع “ذا لاين- “The Line ، الذي يعد جزءاً من مشروع “نيوم” العملاق الذي أطلقته المملكة قبل سنوات قليلة، بإجمالي تكلفة 500 مليار دولار. ويهدف المشروع ليكون نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلًا.