عبدالعزيز العيسى: هنالك أعباء مالية (غير مرئية) يسببها استهلاك المستأجر وتقع على رأس المالك
سالم القحطاني: عوائد الإيجارات للمستثمر تقع بين 4%- 6% فهي غير مجدية ولا تعتبر أرباحاً
الرياض- محمد الأمين جاموس
تمر المدن الكبرى بالمملكة بتغيرات جذرية في خارطتها العقارية، وذلك نتيجة للتوسع العمراني، وضخ المشاريع الاستراتيجية الكبرى، هذا فضلاً من إعلان استراتيجية بعض المدن تضمنت إحداث طفرات نوعية، فمثلاً نتوقع أن يقفز عدد سكان مدينة الرياض إلى 20 مليون نسمة بحلول العام 2030، وأن تصبح من ضمن أفضل 10 مدن اقتصادية في العالم.
هذه المتغيرات سوف تتزامن مع تطوير فكرة الاستثمار العقاري، مما يحفز الحماس لبناء فلل وشقق مختلفة لاستثمارها ومواجهة هذا التدفق السكاني الذي بدأت ملامحه في الظهور.
صحيفة “أملاك العقارية” طرحت تساؤلات مهمة حول الاستثمار في الإيجار السكني:
1- جدوى استثمار الوحدات السكنية عن طريق الاستئجار؟
2- ماهي نسبة الإيجار السنوي من تكلفة شراء أو بناء العقار.؟
3- ماهي المخاطر التي تهدد سوق الإيجار.؟
العيسى: اعتبارات عديدة للإيجار الناجح
في البداية تحدث الأستاذ عبدالعزيز العيسى رئيس التحرير، مشدداً على أهمية إحكام التفكير ووضع اعتبارات عديدة في (حسبة العين المؤجرة)، مشيراً إلى تكاليف الصيانة المرهقة بعد خروج المستأجر، وخاصة أن المستأجرين الجدد يطالبون بإصلاح ما أفسده استهلاك المؤجر السابق، مما يرمي على عاتق المالك أعباء مالية (غير مرئية)، لذلك يجب أن تزيد قيمة الإيجار السنوية من 7%، وضرب العيسى مثلاً؛ إذا تم شراء شقة بمبلغ مليون ريال خصوصا إذا كان مرتبطاً بتمويل ، فليس من المعقول أن تؤجر بقيمة 70,000 ريال..! واعتبرها مغامرة غير محمودة عواقبها.
وأبان العيسى أن الاستثمار العقاري ليس فقط عمليات جني أرباح سنوية فحسب؛ بل هو عمليات مُعقدة في (أمدها البعيد)، مثل الوقت الكافي لاسترجاع رأس المال، ويخضع مثل غيره من الأنشطة للمتغيرات الاقتصادية ذات الدورات المتعددة في السنة، وخاصة إذا كان الشراء أو البناء اعتمد على التمويل البنكي والتي لها أيضا تكاليف عالية، واختتم رئيس تحرير “أملاك” حديثه بأن بعض الملاك ليس لديهم الوقت الكافي للاستثمارات التي تحتاج لمتابعة يومية، لذلك يكون خيارهم الوحيد تأجير عقاراتهم فهو (استثمار آمن) إذا كان بطريقة علمية ومدروسة، ولكن غالبا الثروة في البداية لا تجمع من العوائد الإيجارية التي تعتبر الأقل في عالم الاستثمار.
القحطاني: عوائد الإيجارات ضعيفة
في ذات الموضوع، أكد الخبير العقاري، سالم القحطاني، الرئيس التنفيذي للشركة البيت العتيق للتطوير والاستثمار العقاري، أن مع وتيرة ارتفاع الإيجارات في بعض المناطق، وزيادة عدد أفراد الأسرة بمرور الزمن، ويبذل المواطن الراغب في الاستقرار بشراء منزله بالطريقة التي تناسبه بغرض السكن والاستقرار، مشيراً إلى أن عوائد الإيجارات للمستثمر تقع بين 4%- 6%، فهي غير مجدية، ولا تعتبر أرباحاً حقيقة، وأوضح أن المجمعات السكنية الكبيرة هي الأكثر جدوى من الزاوية الاقتصادية، موضحاً أن إدارة المجمعات السكنية هي الأسهل من ناحية المتابعة وذلك لوجود اتحاد الملاك الذي يسعى لحل جميع مشاكل السكان، وفي نفس الوقت يحرص على الصيانة التي نزيد من عمر العقار وإطالة عمره الافتراضي ويزيد من فرص الاستفادة من المساحات الشائسعة بالتأجير أو الاستغلال في زيادة دخل الملاك والمحافظة على المبنى وتمثيل دور السكان أمام الجهات ذات العلاقة.
وأبان القحطاني أن استثمار شقة أو فيلا واحدة هو نوع من حفظ رأس المال، وخاصة للمتقاعدين أو العقار الموروث الذي يُريد أصحابه المحافظة عليه.