مقالات أملاك.. هشام القاسم يكتب: الصدفة المصطنعة

هشام القاسم مقالات عقارية - التقنية العقارية

نشهد حاليًا تغييرًا كبيرًا في عملية إنشاء الصور يثير النمو الحديث والوافر للتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي بعض التساؤلات حول كيفية تطور العمليات الإبداعية وتطورها من خلال التكنولوجيا.

أنظمة مثل DALL-E وDALL-E 2 وMidjourney هي برامج ذكاء اصطناعي قادرة على توليد الصور من أوصاف النص، باستخدام مجموعة بيانات تجمع أزواج من النص والصورة.

تتضمن المجموعة المتنوعة من القدرات إنشاء إصدارات مجسمة من الحيوانات والأشياء، والجمع بين المفاهيم غير ذات الصلة بطرق معقولة، وتطبيق التحولات على الصور الموجودة.

واحدة من أكثر المميزات إثارةً هي القدرة على الجمع بين المفاهيم غير ذات الصلة، يمكن أن يكون لهذه القدرة آثاراً على مجالات الهندسة المعمارية والتصميم، حيث أن الهندسة المعمارية وتصميم المنتجات مستوحاة من مفاهيم تبدو غير ذات صلة.

تشجع نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية المصممين على استكشاف المزيد من إمكانيات التصميم من منظور جديد عن طريق تقليل الوقت بين النية والتنفيذ. إنها توفر طريقة يسهل الوصول إليها للعب بالبيانات وتخيل أشكال مختلفة من الحلول للمشاكل الإبداعية.

يسميها بعض الباحثين “الصدفة المصطنعة”، وهي أنظمة تزيد من فرص الصدفة، وتفتح مجالًا من القدرات الإبداعية يتجاوز الأساليب التقليدية.

يقوم المهندسون المعماريون بالفعل بتجربة هذه الأدوات لاستكشاف القضايا المعقدة مثل التخطيط الحضري وإمكانيات المساحات الموجودة.

يجمع البعض الآخر بين الكلمات الرئيسية المعمارية مع كليشيهات التصميم المعاصر ومراجع ثقافة البوب ​​والأساليب الفنية المختلفة لتصميم المباني، أو ببساطة استكشاف طبيعة اتجاهات التصميم والتكنولوجيا.

في حين أن هذه النماذج لها حدود، فإن المجال يتطور بمعدل غير مسبوق أطلقت شركة Apple مؤخرًا Gaudi يأخذ هذه العملية خطوة إلى الأمام من خلال إنشاء مشاهد ثلاثية الأبعاد من رسائل نصية مثل “الصعود إلى الطابق العلوي” أو “السير في القاعة”.

من الصعب التنبؤ إلى أين ستأخذنا هذه التطورات، ولكن مع ذلك يمكن الشعور بتأثيرها بالفعل، في مجالات الهندسة المعمارية والتصميم، يمكن فهمها على أنها أدوات قوية لاستكشاف التصاميم الإبداعية وتحسينها واختبارها بسرعة.

*معماري وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

@ArchHesham

Exit mobile version