الملف- الاستثمار في خدمات الأحياء الناشئة.. دراسة جدوى.. أم تقليد ومُحاكاة؟ (2)
خالد القرني: مواطن الأحياء الطرفية والناشئة يعاني في الحصول على خدمات المستثمرين
علي الطوخي: مشاريع البراند العالمي استثماراتها طويلة المدى ولا تتأثر بالخسائر
بدر الحسون: الاستثمار في الخدمات الأساسية أولى من الكافيهات والمطاعم والكماليات
عبدالرحمن مندر: التأثير المجتمعي يؤدي دوراً كبيراً في تغيير سلوك و ثقافة الفرد والأسرة
استطلاع: سليمان الحسون
القرني: انعدام الخطط التسويقية
بدوره، أمّن خالد القرني، التكتيك للخدمات العقارية، على أن معظم المشاريع في المناطق التي امتد إليها العمران حديثاً مكررة، وتفتح مع بعضها البعض في نفس الموقع أو متقابلة، واتفق مع من سبقوه بالحديث في عدم وجود أي دراسة جدوى ولا خطط تسويقية صحيحة لتلك المشاريع، عزا ذلك للتقليد بقوله (هناك تقليد ومشاريع مكررة لا هي مع الموضة ولا هي مواكبة للعصر).
وأبان القرني أن أهم الخدمات التي يحتاجها الحي السوبر ماركة وصالونات الحلاقة والمغاسل والكافيهات والمطاعم والمستوصفات والمدارس، بشرط تكون قد خضعت لدراسة جدوى تحدد نوع النشاط والموقع المميز.
وختم القرني حديثه مع “أملاك” بأن المواطن يعاني في الأحياء الطرفية والناشئة في الحصول على تلك الخدمات التي يجب على المستثمرين والقطاع الخاص الالتفات إليها.
الطوخي: لا توجد معاناة في ظل الرؤية
من زاوية أخرى، أوضح علي الطوخي، الطوخي للاستثمار العقاري، أن هذه المشاريع معظمها مسميات ذات براند عالمي، وغالباً يكون الاستثمار فيها لأجل طويل المدى، وأنها في البداية ستتعرض لخسائر، إلى أن يبدأ السوق العمل، وأشار الطوخي إلى أن بعض هذه المشاريع متكاملة.
وقال الطوخي: “نتفق أننا الآن في عصر التطور الذي يقوده سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده سيدي محمد بن سلمان، حفظهما الله، نحتاج إلى المزيد من التطور والنمو الاقتصادي والاجتماعي وكل القطاعات”، مشيراً إلى أن سكان الحي دائماً ما يحتاجون إلى الخدمات الصحية والمعيشية، وأشاد بتوفر بقية الخدمات الأساسية وقربها من نطاق العمران؛ مما جعل المواطن لا يشعر بالمعاناة في ظل القيادة الرشيدة والنمو ورؤية المملكة 2030.
الحسون: الأحياء المكتملة أولى بالمشاريع
أما من وجهة نظر، بدر محمد الحسون – المؤسس والمدير التنفيذي لشركة الحلول الواردة، يعتقد إذا كانت هناك دراسة جدوى للمشاريع الكمالية والترفيهية؛ لما استهدفوا أحياءً ناشئة قليلة السكان، مضيفاً: لو أنهم وجهوا مشاريعهم لأحياء مكتملة الخدمات وبها كثافة سكانية لكان أجدر وأولى لهم.
وطالب الحسون رجال الأعمال بالاستثمار في الخدمات التي تؤدي لاستقرار السكان وتوافدهم للحي الجديد مثل – المدارس- المستشفيات والمستوصفات- المخازن التموينية الضخمة – محلات الحدادة ، النجارة، السباكة وغيرها من الخدمات.
وأفاد الحسون أن معاناة سكان تلك الأحياء تكمن بتكبد عناء المشاوير الطويلة للأحياء المجاورة مكتملة الخدمات للحصول على مستلزماتهم، فنجد هنالك تكلفة مادية ووقت ضائع، واختتم حديثه لـ”أملاك” بقوله: “كان من المفترض أن يتم توفير لخدمات الأساسية بدلا عن الكافيهات والمطاعم والمشاريع الكمالية”.
مندر: خلل في طريقة بناء الهوية
من جهته، قال عبدالرحمن مندر – شركة ايكابس مكاتب مساحات مشتركة، إن أكثر من 50٪ لا يتم عمل دراسة تسويقية صحيح المشاريع في الأحياء الطرفية، وترى ذلك من خلال طريقة بناء الهوية التي تعكس توجهات الشركات ونوعية عملائها، وأشار إلى أن التأثير المجتمعي أيضاً يؤدي دوراً كبيراً في تغيير ثقافة الفرد والجماعة والأسرة، مما نتج عنه هذا النوع من الاستثمارات.
وأفاد مندر أن المواطن غالباً لا يواجه معاناة في الحصول على الخدمات الأساسية في مراحل متقدم من عمر الحي، لكن السكان الأوائل لأي حي يعيشون لحظات المعاناة هذه، وضرب مثلاً بحي ولي العهد 8 الذي سيصبح بعد سنتين حياً جاذباً للسكان والاستثمارات.