اللون البيج والاكتئاب
هشام القاسم
يلعب اللون البيج دورًا مهمًا في المنازل والمباني السعودية عمومًا، حيث تشكل واجهات البيج جزءًا ملحوظًا من الطابع المعماري في المملكة، ويرجع استخدام البيج بكثرة إلى عدة عوامل أهمها ارتباطه بالطبيعة الصحراوية للمملكة، حيث تعكس الرمال والأحجار والتربة اللون البيج لذلك يعتبر اللون البيج جزءًا من هوية العمارة السعودية وتراثها.
رغم سهولة التعامل مع البيج، فقد يحدث الإكثار منه والتقليد الزائد اكتئابًا لدى البعض، خاصةً أنه لا يحمل طاقة إيجابية كباقي الألوان، وعلى الرغم تميزه بالهدوء والاستقرار إلا أنه في المقابل يفتقد الحيوية والإثارة لأنه يمتص الضوء بدلًا من انعكاسه، فإن الأجواء المهيمن عليها بالبيج تشعرنا بالخمول، كما أن البيج لا يعبر عن مدى واسع من المشاعر الإنسانية، وقد ربطت دراسات بين الأماكن ذات اللون البيج وزيادة حالات الاكتئاب.
ولتجنب هذه المشاعر ينصح الخبراء بإضافة ألوان أكثر انعكاسًا للضوء لإضفاء حيوية وطاقة إيجابية على الواجهات البيج مثل الأزرق الفاتح، الأصفر الخفيف، الأخضر الفاتح أو الأخشاب الفاتحة، ويعطي اللون الأزرق إحساسًا بالهدوء والطلاقة بينما يعكس اللون الأصفر دفئًا ومرحا. كما يمنح الأخضر بدرجاته الشعور بالنشاط والطاقة بفضل تأثيره الطبيعي. أما الأخشاب الفاتحة فتضفي لمسة طبيعية ودافئة على الواجهات. يتم دمج هذه الألوان المكملة مع البيج من خلال استخدامها كزخارف أو أجزاء ثانوية فقط.
وبدلاً من جعل البيج سائدًا على كامل الواجهة، يمكن تقسيمها إلى أجزاء واستخدام ألوان زاهية بعض الشيء مما يعطي المنظر طاقة وحيوية. وعند استخدام أكثر من لون، يكون من الأفضل استخدام ألوان متلائمة حتى تبدو الواجهة متناسقة.
وبهذه الطرق يمكن دمج البيج – الشائع في المنازل السعودية – مع ألوان أخرى بطرق تحافظ على الطابع المحلي لكنها أكثر إثارة وحيوية.
*معماري وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود