مقالات أملاك.. مقالات عقارية: تحقيق الأمن السكني
فهد محمد بن عوين
تحقيق الأمن السكني هو غاية وهدف إستراتيجي يجب تحقيقه ويمثل أهمية قصوى؛ مثل الأمن الغذائي أو الزراعي أو المائي أو الدفاعي، ويمكن التعبير عنه برفع نسبة تملك المواطن للسكن كما هو مخطط له ضمن مستهدفات رؤية ولي العهد حفظه الله، وتسعى وزارة الإسكان ومعالي الوزير لتحقيقه في خطتها من خلال عدة برامج متنوعة.
ولا شك أن انعكاسات وآثار الأمن السكني سوف تكون إيجابية سواءً على الفرد أو الأسرة أو المجتمع أو الدولة نفسها، وهي آثار لا يمكن حصرها سواءً اجتماعية أو مادية أو نفسية أو مجتمعية …إلخ
لكن من أهم الآثار الإيجابية للأمن السكني أنّه سيجعل وخاصة الشباب متفرغ تماماً ومرتاح نفسياً وخالي البال وفي أعلى درجات التركيز لخدمة وطنه وقيادته ومجتمعه وأسرته والمشاركة بقوة في تحقيق مستهدفات رؤية ولي العهد وفقه الله والدفاع عن المكتسبات الوطنية.
ومن وجهة نظري، إنّ أكبر وأهم عائق بل اعتقد الوحيد الذي يواجه تحقيق الأمن السكني والذي يجب إزالته هو ارتفاع أسعار العقار فهي كالطوفان كل مره تبتلع أي مساعدة مادية تقدمها الوزارة للمواطن.
وهذا الطوفان ابتلع حتى أي فكرة للادخار أو أي خطة لصرف جزء من راتبه في مشاريع السياحة أو الترفيه، وحتى القطاعات الأخرى تأثرت بطريقة أو أخرى بسبب أن القسط العقاري يستهلك نسبة كبيرة من رواتب الشباب الذين يمثلون النسبة العظمى من السعودية العظمى.
وهو كالطوفان الذي يُغرق الشاب في مشاكل وحسابات وتعقيدات وضغوط وهموم مصطنعة من قلة قليلة تكتنز ملايين الأمتار على حساب مئات الآلاف من الشباب الذين يمثلون عماد هذا الوطن وأمله وحلمه وطموحه وحاضره ومستقبله ومصدر قوته وأمانه وعنفوانه وهيبته وكل ما هو جميل في الوطن.
ولا أبالغ إذا قلت إن ارتفاع العقار كالورم السرطاني الذي يجب استئصاله فهو يقوم بالانتشار في جسم المجتمع ويضر كل أعضاءه.
حقيقة أنا متفائل جدًا بوجود قرارات سوف تصب في صالح تحقيق الأمن السكني؛ فيكفي أن معالي وزير الإسكان ومعالي رئيس الهيئة العامة للعقار استشعروا بخطورة ارتفاع العقار فهو مؤشر ممتاز لبداية الحل الجذري.
أخيراً أقول خفض أسعار العقار هو وسيلة لتحقيق غاية كبرى وهو الأمن السكني.