التسويق الإلكتروني في الميزان.. الوسائط والتطبيقات العقارية أحدثت منافسة وتحديات قوية
لم يكن التسويق العقاري الإلكتروني استثناءً عندما انتظم التحول الرقمي في كل الأنشطة الاقتصادية، حيث دخلت تقنيات جديدة ومستحدثة لتعزز رقمنة التعاطي مع هذا النشاط الحيوي والمهم، فأصبحت الوسائط والتطبيقات العقارية صفحات التواصل الاجتماعي منصات حقيقية وفاعلة في تحديد الجمهور المستهدف وإيصال الرسالة له، وذلك لسهولة استخدامها وقلة تكلفتها، وبالإضافة إلى أن العمل فيها لا يحتاج لمكان أو ارتباط بدوام محدد.
صحيفة “أملاك” العقارية أجرت استطلاعًا حول التحديات التي تواجه التحوّل الرقمي في التسويق العقاري.
استطلاع: عبدالله الصليح
عبدالله الموسى: توسيع قاعدة العملاء المحتملين
أوضح عبدالله بن ناصر الموسى، وسيط عقاري، أن التحول الرقمي الذي تشهده المملكة في كل المجالات ساهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 ومنها التحول في التسويق العقاري حيث أعطى فوائد عديدة للشركات والمؤسسات العقارية وكذلك الأفراد، وأشار إلى أن استخدام الأدوات الرقمية والمنصات على شبكة الإنترنت أدى إلى سهولة التواصل مع العملاء وتوسيع قاعدة العملاء المحتملين، وكذلك ساعد على سرعة نشر الإعلانات والمعلومات حول العقارات باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مما ساعد في جذب اهتمام المشترين المحتملين.
وأبان الموسى أن التقنيات الحديثة، أتاحت للمهتمين والعملاء الاطلاع على الصور من خلال الجولات الافتراضية قبل زيارة العقار عن طريق المواقع والتطبيقات الالكترونية، وأمّن على أن استخدام البريد الإلكتروني ساعد في الحفاظ على التواصل المستمر مع العملاء.
وأكد الموسى أن التنافس الشديد بين الشركات والمؤسسات العقارية خلق تحديات كبيرة في المجال؛ وخاصة أن الجميع يستخدم نفس الأدوات في المنصات مما جعل من الصعب التميز وجذب العملاء، كذلك قد يشعر العميل بالتردد في الثقة بالإعلانات والمعلومات الموجودة على الإنترنت، خصوصاً إذا لم يكن هناك تفاعل شخصي معه، موضحًا أن من التحديات التي تواجه التسويق الإلكتروني التكلفة العالية للحملات التسويقية الرقمية، خصوصاً إذا كانت تتطلب إنتاج محتوى عالي الجودة مثل الفيديوهات والصور الاحترافية.
أما عن التنافس بين التسويق الإلكتروني والتقليدي يقول الموسى: ” لكل منهما له استراتيجية ولكن تظل المنافسة بينهما قوية حيث يُسهم التسويق الإلكتروني في سهولة الوصول إلى الجمهور المستهدف وقياس نتائج الحملات بشكل فعال، بينما التسويق التقليدي يمكن أن يكون أكثر تكلفة وأقل قابلية للقياس. ومع ذلك، يمكن لكل منهما أن يؤدي دوراً مهماً في استراتيجية التسويق بناءً على المستهدف والهدف منه”.
وفي ختام حديثه لصحيفة “أملاك” العقارية، أشاد الموسى بالتشريعات والتنظيمات والقوانين واللوائح التي ساهمت في سهولة وتنوع الاستثمارات العقارية، مشيرًا إلى أن التوجه السكاني والتطورات الاقتصادية التي تشهدها المملكة من نمو وازدهار يُعد من العوامل والمؤثرات التي تحدد وتُفرز الفرص الجيدة.
مالك الجهني: اختلاف آليات التسويق يزيد الانتشار
أكد مالك الجهني، مدير المبيعات والحجوزات بشركة معارج العقارية، أن القطاع العقاري في المملكة يمر بنقلة نوعية ضخمة؛ جعلته أحد الأركان الاقتصادية المهمة في المملكة، حيث بلغت نسبة مساهمته في الناتج المحلي 12.8%؛ مما يعني قوة تأثيره، وأبان الجهني أن عملية التسويق العقاري في هذا السوق القوي واكبت التحول الرقمي الذي سيطر على كل المعاملات وقاد الفعاليات إلى تحقيق نجاحات كبيرة مثل التحول من المزادات التقليدية إلى مزادات إلكترونية يشارك فيها كل الراغبين مهما كان أماكن تواجدهم.
وأضاف الجهني، أن من أهم إيجابيات التسويق الإلكتروني الانتشار الواسع والسريع الذي تُتيحه وسائل التواصل الاجتماعي التي تمثل قنوات مباشرة للتواصل مع العملاء المحتملين والتفاعل معهم، ويمكن من خلالها يتم التعريف أكثر بالمنتجات العقارية التي يُراد تسويقها بكل سهولة ويُسر، ويرى الجهني أن وصول المعلومة للجمهور المستهدف يعتبر من أهم مزايا التسويق الإلكتروني.
وعن التحديات التي تواجه التسويق الإلكتروني، يرى الجهني أن صناعة المحتوي الرقمي تحتاج إلى احترافية بالغة الدقة، بحيث تتناسب مع الوسيلة التي يستخدمها المسوق العقاري، مشيرًا إلى أن الآلية المُتبعة في منصة (X) تويتر سابقًا تختلف عن فيسبوك وتختلف عن اليوتيوب والسناب وغيرها من التطبيقات المتبعة في التسويق، هذا فضلًا عن المنافسة العالية بين المؤسسات والأفراد العاملين بنفس النشاط، وأشاد الجهني بنظام الوساطة العقارية الذي كان لتطبيقه دورًا كبيرًا في تنظيم المهنة، مشيرًا إلى أن “رخصة فال” أحدثت الفارق بين المسوقين المدربين المؤهلين وبين الدخلاء عليه، ودعا إلى تنظيم ورش عمل بين العقاريين لتقييم تجاربهم المختلفة، والاستفادة من نصائح بعضهم البعض.
وختم الجهني حديثه لـ “أملاك” بأن التطبيقات الحديثة استطاعت في فترة وجيزة أن تفرض نفسها كعامل مهم في نجاح العملية التسويقية، مؤكدًا انها تخلق فرصًا استثمارية متعددة للوسطاء العقاريين.
هشام العيفان: تزايد أعداد المنافسين صنع التحدي
أكد هشام العيفان، باحث بالشأن العقاري، أهمية التحول الرقمي في معاملات السوق العقاري، حيث وفر للمؤسسات والأفراد العاملين في القطاع عددًا كبيرًا من المزايا والفوائد، منها قوة واتساع الانتشار في وقت وجيز مقارنة باستخدام الوسائل التقليدية، مشيرًا إلى الوصول إلى جميع الشرائح والطبقات، هذا فضلًا عن سهوله استهداف مناطق معينة.
وأبان العيفان أن هنالك تحديات عديدة تواجه التسويق العقاري الرقمي، مثل وضوح المعلومة، في إشارة إلى أن المستهدف من التسويق تهمه جميع بيانات العقار الذي يُراد تسويقه مما يُمكنه من اتخاذ القرار المناسب، وأبان العيفان أن سهولة الدخول في التسويق العقاري من خلال الوسائط صنع تحديًا كبيرًا بين المنافسين الذين تزداد أعدادهم يومًا بعد يوم.
وعن مقارنة المنافسة بين التسويق الإلكتروني والتسويق التقليدي، أوضح العيفان أن كلا الأسلوبين فرسي رهان، وذلك لأن التسويق عالم كبير ومتنوع ومتغير وتختلف نتائجه من فئة لأخرى، معتبرًا أن التسويق التقليدي مازال فعالًا وبشكل مؤثر وإيجابي لأنه يتماشى مع طبيعة شراء وبيع العقارات.
وأوضح هشام العيفان إلى وجود عدد من المؤثرات التي تحدد الفرص الاستثمارية في مجال التسويق الإلكتروني، مثل الموقع ومدى قربه من الطرق الدائرية ومناطق الخدمات، هذا بجانب المواصفات الفنية للعقار، والسعر، وقياس مدى رغبة رجال الأعمال في الاستثمار في المنطقة، مشيرًا إلى أن المواقع التي تكون بالقرب من مشاريع الدولة تجد حظًا من الاهتمام من قِبل المستثمرين.
ماجد العتيبي: معالجة تباين التسعير بالوسائل الحديثة
بدوره، أوضح ماجد العتيبي – مهتم بالشأن العقاري، أن المجال التقني العقاري حقق ثورة تقنية استفاد منها الكثير من المتعاملين في المجال، مُثمنًا جهود ملاك التطبيقات العقارية الذين نجحوا باجتهادهم في بناء مشاريع تقنية عقارية لتحقيق رضا عملائهم على الرغم من صعوبة المجال، مشيرًا إلى استفادة الكثير من المتعاملين في المجال من الخدمات التي تقدمها المنصات والتطبيقات العقارية، مما انعكس إيجابًا على تحسين تجربة المستهدفين من الخدمة بتوفير الجهد والوقت.
ومن وجهة نظره، توقع العتيبي أن تظل المنافسة في هذا المجال مستمرة على الرغم من أنه قطاع واعد، إلا أنه تتواجد فيه الكثير من الفرص الاستثمارية التي توفر عائدًا جيدًا في القطاع العقاري، ونبّه مع مراعاة توفير حلول للثغرات والمشاكل الموجودة لدى المنصات العقارية الحالية.
ونوّه ماجد العتيبي بالسلبيات التي قد توجد لدى بعض المنصات العقارية، وهي تفاوت الأسعار في بعض العروض العقارية، وعدم الرقابة على دقة التسعير فيها، مما يسمح بتواجد أسعار غير حقيقية، قد تكون بينها وبين المتوسط السعري في السوق فرق كبير، مؤكدًا أن هذه السلبية تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على السوق العقاري والمتعاملين فيه.
وفي ختام حديثه، دعا العتيبي ملاك المنصات والتطبيقات العقارية ومن يهتمون بجودة الخدمات فيها إلى أهمية معالجة وحل تباين التسعير بالوسائل التقنية الحديثة.
الوسائط والتطبيقات العقارية