الوساطة العقارية.. إحصائيات وتحدي
عبدالعزيز العيسى
= = =
بعد عام من بدء تنفيذ نظام الوساطة العقارية، حقق السوق العقاري مكاسب عديدة أكدت أن الوسطاء يلعبون دورًا مهمًا في إكمال حلقات الصفقات العقارية بيعًا وشراءً وتأجيرًا وإدارة أملاك، ورغم النجاحات البارزة التي حققتها الأنظمة العقارية؛ إلا ان هنالك تحديات كبيرة تواجه القطاع؛ وهي تحديات طبيعية تفرزها التجربة.
ولعل الإحصائيات التي أوردها المهندس عبدالله الحماد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعقار خلال ملتقى الوساطة العقارية الذي عُقد مؤخرًا في الرياض تشير إلى الإيجابية الكبيرة التي حققها النظام خلال عام، وقد كان المراقبون ينتظرون أن يتهيأ العقاريون خلال تلك الفترة على التعامل النظامي ويعتادوا عليه، ولكن البيانات ذهبت إلى أبعد من ذلك؛ حيث قفز عدد الصفقات العقارية إلى 3.5 ملايين صفقة عقارية منها 2.9 مليون صفقة سكنية بزيادة 18% وبقيمة 305 مليارات ريال، فيما بلغت الصفقات التجارية 604 آلاف صفقة بزيادة 11% ومحققة و300 مليار ريال، أي أن قيمة إجمالي الصفقات بلغ أكثر من 605 مليار ريال، أما قيمة العمولات للوسطاء العقاريين من العمليات الموثقة قد بلغت 355 مليون ريال، هذه النتائج المحفزة من شأنها تُعيد النظر لدى الذين لازالوا يجلسون على الرصيف ينظرون للتحول دون أن يكونوا جزءًا منه.
من أبرز التحديات التواجه مهنة الوساطة العقارية المنافسة بين أجيال نشأت على ممارسة التجارة بالطرق التقليدية وتحاول مجاراة الواقع باستخدام التقنيات الحديثة، وأجيال أخرى برمجت حياتها على الاستفادة من التكنولوجيا، هذه المنافسة تتزايد في استخدام المنصات الإلكترونية في عمليات البحث والترويج للعقارات، وتحليل المعلومات، وتصميم مصفوفات للخيارات للخروج بأفضل فرصة، هذه التحولات تمثل تحديًا للوسطاء التقليديين، وتمثل سانحة مفيدة لتبادل خبرات من يجيد التعامل مع العقار، والآخرين الذين يحترفون قيادة المنصات الرقمية.
نتمنى أن يخضع الوسطاء العقاريون الجدد للمزيد من التأهيل والدورات التدريبة لدراسة كل ما يخص العقار وأسباب ارتفاع وانخفاض الأسعار، وطريقة الامتثال للأنظمة، هذا فضلًا عن صقل مهاراتهم في التقييم من باب الاستزادة لتطوير أدواتهم وأساليبهم التسويقية.