أخلاقيات المهنة .. د. حسام يوسف

تحكم بيئة العمل العديد من السلوكات التي من الواجب أن يتحلى بها العاملون بغض النظر عن درجتهم الوظيفية أو دورهم وسلطاتهم في المنظمة، بحيث تشتمل هذه المهارات على القواعد السلوكية المقررة في المجتمعات التي دأب على تكرارها الجميع وتم الاصطلاح عليها بين أفرد المجتمع .

ويمكن أن نطلق على هذه القيم التي تحكمنا وتحكم سلوكاتنا «الأخلاق»، والبعض يطلق عليها لفظ «الأخلاقيات»، وأحياناً «السلوك الإنساني» . والواقع أن هناك فرقاً كبيراً بين هذه المصطلحات حتى إن أدت في لغتنا المعنى نفسه . فالأخلاق هي مجموعة القيم والمبادئ التي درجت وتربت عليها الشعوب، وتشتمل على السلوكات اليومية والأفعال وطرق التعبير، ومجمل العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع بحيث تصبح مرجعية ثقافية واجتماعية وإنسانية، وهو ما يترتب عليه أن تستقي الدول أنظمتها وقوانينها وحتى مصطلحاتها، وألفاظها المستخدمة، انطلاقاً من تلك المبادئ، بينما السلوك الإنساني هو الطريقة التي يتصرف بها الشخص في مواجهة أي من المحرضات الخارجية المحيطة به سواء كانت هذه الطريقة فعلاً أو ردة فعل .

أما الأخلاقيات، فقد جرى اعتمادها على أنها القيم والآداب المتعارف عليها شفاهة أو كتابة بين أصحاب المهنة الواحدة وهو ما نسميه «أخلاقيات المهنة» التي بالطبع تختلف، وربما تتقاطع مع أخلاقيات المهن الأخرى طبقاً لأولويات وتوجهات كل مهنة على حدة .

ولذا فالأخلاقيات جزء أصيل من «الأخلاق»، و»السلوك الإنساني» أيضاً . وتحرص العديد من المنظمات على تلقين موظفيها السلوكات الواجب اتباعها داخل المنظمة عن طريق التدريب أو إصدار توجيهات وإشعارات دورية وكتيبات إرشادية تحتوى على السلوكات المناسبة في بيئة العمل .

مجمل كل هذه المصطلحات قد يفضي في النهاية في حالة عدم مراعاتها أو عدم الاكتراث بها، إلى «التسيب الإداري» الذي يعني إهدار ساعات العمل بأسلوب متعمد أو من دون قصد في أعمال غير منتجة ما يؤدي إلى التأثير في أداء الموظفين، وفي بيئة العمل عموماً وحجم الإنتاجية . . إلى جانب منظومة الأخلاق هناك أسباب أخرى للتسيب الإداري منها أسلوب القيادة والإشراف، والتخطيط والثقافة التنظيمية للمؤسسة .

dr_hossam22@yahoo.com

Exit mobile version