كشفت ورشة عمل عقدت في الإمارات حول الشراكة من أجل التنويع واستحداث فرص العمل، وتأمين النمو المستمر في القطاع الصناعي بين دول مجلس التعاون الخليجي والجمهورية الكورية عن عمق العلاقات الاستثمارية بين كوريا الجنوبية والدول الخليجية, حيث نالت منطقة الخليج اهتماماً ملحوظاً في دائرة الاستثمار الكورية خاصة في مجالات البناء والتشييد والنفط, وتطمح كوريا في التعاون الصناعي المشترك.
الصادرات الكورية للخليج
وأشارت ورقة قدمها الدكتور علي حامد الملا الأمين العام المساعد لقطاع المشروعات الصناعية في منظمة الخليج للاستشارات الصناعية، إلى أن الصادرات الكورية إلى الخليج تقدر بـ 3.5 % من الصادرات الكورية تأتي إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وتتركز بشكل أساسي على قطع السيارات والآلات والمعدات الكهربائية والمواد الكيميائية العضوية والسفن والقوارب والمنشآت العائمة، وأكدت الورقة وجود آفاق كبيرة لزيادة هذه الصادرات بشكل كبير.
صادرات الخليج لكوريا
أما صادرات دول مجلس التعاون الخليجي إلى كوريا تتركز بشكل أساسي في مجال الوقود المعدني والزيوت المعدنية ومنتجات تقطيرها، والمنتجات الكيميائية والأسمدة والألمونيوم واللدائن، والمنتجات البلاستيكية والسكر, وأمنت البلدان الخليجية 71.2 % من واردات كوريا من النفط الخام، و52.4 % من وارداتها من الغاز الطبيعي عام 2013، في مجال الصناعات التحويلية والكهرباء والمواصلات والأنشطة ذات الصلة، بالإضافة إلى الفرص الاستثمارية في قطاع البناء، بما في ذلك بناء الطرق السريعة والموانئ والمنشآت الصناعية.
استقطاب خليجي لكوريا
وأبان د. الملا في ورقته أن سوق الاستثمارات الخليجية استطاعت أن تستقطب كوريا التي ترى أنها ملاذاً آمناً لها, إذ نجد أن 39.8 % من مشروعات البناء والإنشاءات التي فازت بها كوريا الجنوبية في الخارج هي في منطقة الخليج, واعتبر التعاون الكوري – الخليجي غير مستقر لاعتماده على تقلب أسعار النفط وسوق البناء الخليجية أكثر من اعتماده على أسس مستقرة للتعاون الثنائي؛ موضحاً أن “العلاقات الاقتصادية الخليجية – الكورية بحاجة إلى التنويع وإلى أن تشمل قطاعات صناعية أخرى، كما يجب أن يشتمل التعاون بين الطرفين على مشاركة الشركات المتوسطة الحجم ورواد الأعمال من القطاع الخاص”.
فرص الاستثمار المستقبلية
يعتبر قطاع سكك الحديد الخليجي من بين أبرز الصناعات الواعدة والمستقبلية للتعاون الخليجي – الكوري، وأضاف د. الملا إن الحكومات الخليجية تقدم حوافز متعددة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تبحث عن فرص في هذا القطاع, وأن الفرصة سانحة أمام الشركات الكورية كي تنضم إلى المستثمرين الخليجيين في مشروعات مشتركة ناجحة, فيما يسعى عدد كبير من المستثمرين الخليجيين إلى التعاون مع شركات كورية في مجال الصناعات المعرفية، وخصوصاً الإلكترونيات والتكنولوجيا المتناهية الصغر(نانو).
إضاءة حول الورشة
نظمت الورشة من تنظيم “منظمة الخليج للاستشارات الصناعية” (جويك) مع المعهد الكوري للاقتصاديات الصناعية والتجارة(KIET) , ودار الحوار حول الشراكة من أجل التنويع واستحداث فرص العمل، وتأمين النمو المستمر في القطاع الصناعي بين دول مجلس التعاون الخليجي والجمهورية الكورية، وذلك في فندق إنتركونتيننتال أبو ظبي (الإمارات العربية المتحدة)، برعاية وزارة الاقتصاد الإماراتية والمجلس الوطني الاستشاري الاقتصادي (NEAC)، وبالتعاون مع سفارة جمهورية كوريا في الإمارات العربية المتحدة، والجمعية العربية الكورية (KAS)، ووكالة ترويج التجارة والاستثمار الكورية (KOTRA)..