«العصر الذهبي العقاري» بين السعودية وعُمان
عمر الكندي
تشهد العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان تحولاً تاريخياً ملحوظاً في قطاع العقارات، حيث بلغت الشراكات الاستراتيجية ذروتها مع نهاية عام 2025.
هذه «الثورة العقارية» لم تعد مجرد صفقات تجارية فحسب، بل تحولت إلى مشاريع حضرية ذكية وعابرة للحدود، تعيد تشكيل المشهد العمراني في المنطقة. وفي خطوة وُصفت بأنها الأبرز لهذا العام، أعلنت مجموعة «طلعت مصطفى» بالشراكة مع مجموعة «المهيدب» السعودية عن إطلاق مشاريع كبرى في سلطنة عُمان بقيمة استثمارية تصل إلى 5 مليارات دولار. هذه المشاريع، وعلى رأسها مشروعي «جود» و«يمال»، تستهدف خلق تجربة حضرية متكاملة تخدم أكثر من 1.5 مليون شخص بحلول عام 2030، مع التركيز على مفاهيم المدن الذكية والاستدامة. كما كشفت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني العُمانية عن مفاوضات متقدمة مع مطورين عقاريين سعوديين للاستثمار في مشاريع سكنية وسياحية ضخمة داخل السلطنة. وتأتي هذه التحركات للاستفادة من الخبرة السعودية الواسعة في بناء المجمعات الكبرى، ومن المتوقع إبرام اتفاقيات رسمية جديدة في هذا الصدد بحلول مايو 2026.
حيث لم تكن المشاريع هي المؤشر الوحيد على هذا الانتعاش؛ فقد سجل السوق العقاري العُماني أداءً قوياً بنهاية سبتمبر 2025، حيث ارتفعت القيمة المتداولة لعقود البيع بنسبة 13.5% لتصل إلى قرابة 929 مليون ريال عُماني. كما تجاوز إجمالي القيمة المتداولة للعقار في السلطنة حاجز 2.6 مليار ريال عُماني بنهاية أكتوبر 2025، مدفوعاً بنمو عقود البيع بنسبة 20.2%. تتكامل وتتشابه هذه الثورة العقارية بين البلدين بشكل منسجم مما ينبأ ببداية العصر الذهبي العقاري ف على سبيل المثال نلاحظ مشاريع “رؤية السعودية 2030” مثل «نيوم» و«المربع الجديد»، ومن جانب اخر نرى مشاريع «رؤية عُمان 2040» المتمثلة في مدينة السلطان هيثم. كما تعتبر مدينة السلطان هيثم نموذجاً للمدن الذكية بمساحة 14.8 مليون متر مربع، حيث وقعت السلطنة في فبراير وأكتوبر 2025 اتفاقيات لتطوير أحياء سكنية متكاملة ومدن مستقبلية تعزز من جاذبية القطاع للمستثمرين الخليجيين. ومن جانب اخر يعد منفذ الربع الخالي والطريق الرابط بين البلدين (بطول 564 كم) الشريان الحيوي الذي يغذي هذه الثورة كمحرك للنمو، مما جعل الاستثمار العقاري عابراً للحدود وبأقل التكاليف اللوجستية.
الخلاصة:
إن ما يشهده القطاع العقاري السعودي العُماني اليوم هو ثمرة تكامل استراتيجي غير مسبوق. ومع انخفاض أسعار العقارات في بعض مناطق السلطنة، يرى المستثمرون السعوديون فرصة ذهبية للتوسع، مما يجعل من عام 2025 نقطة انطلاق لنمو مستدام سيستمر لعقود قادمة بإذن الله.
@OMARALKENDI