تعد تكنولوجيا العقارات “بروبتيك” قطاعًا سريع النمو يعمل على تغيير طريقة شراء العقارات وبيعها وإدارتها بسرعة، ووفقا لأح داث التقنيات، حيث يمكن أن تساعد في تغيير الثقافات السائدة ورغبات واحتياجات العملاء بالقطاع العقاري، وأصبحت هذه التكنولوجيا متداخلة في كل مكونات ومراحل التطوير العقاري من أصغر الأمور إلى أعقدها، بدءً من التأسيس والتخطيط والرسم الهندسي إلى التسويق والمبيعات والتجهيز للتنفيذ، علاوة على التقنيات الجديدة فيما يتعلق بمواد والبناء واللوجيستيات الخاصة بالعقار وتقنيات توفير الطاقة فضلا عن تكنولوجيا تشغيل المنشأت العقارية ومراقبتها.
25 مليار دولار في تكنولوجيا العقارات
وبلغت قيمة سوق التكنولوجيا العقارية العالمي 25 مليار دولار في عام 2021، ومن المتوقع أن يصل حجم هذا السوق عالميًا إلى 64.3 مليار دولار بحلول عام 2028، حيث يرتفع بمعدل نمو سوقي قدره 15.4٪ خلال الفترة من 2023 إلى 2028، ووفقًا لتقرير صادر عن MAGNiTT، تم توجيه إجمالي تمويل بقيمة 128 مليون دولار إلى صناعة التكنولوجيا العقارية بحلول عام 2021 في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وذكر التقرير أيضًا أن مصر استحوذت على 11٪ من إجمالي الصفقات في المنطقة، وتستغرق عمليات إدارة الممتلكات بالطريقة التقليدية الكثير من الوقت فضلًا عن التكلفة العالية، والجهد الكبير، وتتطلب الكثير من الموارد، حيث تنطوي على إدارة العمليات اليومية للممتلكات، مثل جمع الإيجار، وعمليات صيانة المنشآت، والتعامل مع المستأجرين، بالإضافة إلى التعامل مع المسائل القانونية، مثل ضمان الامتثال للقوانين واللوائح المحلية.
لذا يبحث العديد من الملاك وأصحاب العقارات عن طرق لتقليل الوقت والتكلفة لإدارة العقارات.
صناعة العقارات والتحول الرقمي
ومع التطور المتسارع في سوق العقارات وتزايد الاعتماد على التكنولوجيا، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يتنبى القائمون على صناعة العقارات التحول الرقمي في إدارة العقارات حيث تستفيد العقارات الحديثة من الحلول التكنولوجية والتي تهدف إلى إنجاز المعاملات العقارية بشكلٍ أبسط وأكثر أمانًا بدْا من تقديم العروض وعرض العقارات عبر الإنترنت إلى توقيع العقود رقميًا.
وأعادت منصات البحث عن العقارات والواقع الافتراضي تشكيل العملية البيعية في جميع أنحاء العالم ، مما سمح للعملاء بمشاهدة كل التفاصيل الفردية حول العقار الذي يرغبون فيه عن بُعد ويمكنهم إجراء جولة افتراضية داخل المبنى و من رواد هذا النوع من التكلونوجيا عالميا منصة ZILLO في الولايات المتحدة الامريكية ومنصة ZOOPLA في بريطانيا .
كما أثرت التكنولوجيا العقارية أيضًا فى أصحاب المشاريع على مستوى أعمق، مما أدى الى ضخ استثمارات أكثر دقة في الوقت المناسب مما ساهم فى زيادة نسبة الربحية مع استخدام تقنيات البناء والتخطيط بما في ذلك النمذجة ثلاثية الأبعاد والمحاكاة إلى جانب نظام واضح لإدارة معلومات البناء (BIM).
وأثبتت دراسات السوق أن 80% من الشركات التي تستخدم التكنولوجيا العقارية شهدت تأثيرًا إيجابيًا في إدارة العمليات و الخدمات المقدمة، وقد شهدت 70٪ من هذه الشركات فاعلية أكثر في صنع القرار وزيادة في التمويل، وأصبحت التكنولوجيا العقاريةالسمة الأكثر شيوعًا للصناعة العقارية اليوم. في الواقع، حوالي 58٪ من شركات العقارات تستخدم على الأقل أداة أو اثنتين من أدوات التكنولوجيا العقارية في الوقت الحاضر.
ما هو المقصود بمصطلح “بروبتيك”؟
يشير مصطلح “بروبتك” أو التكنولوجيا العقارية إلى دمج الحلول التكنولوجية في قطاع إدارة العقارات، لتوفير حلول فعالة وسريعة للعديد من العقبات مثل كفاءة استخدام الطاقة وأتمته الخدمات العقارية من خلال الاستفادة من أحدث التطورات التكنولوجية مثل أنظمة إدارة الممتلكات الرقمية، ولوحات المعلومات لتحليل ومتابعة المشاريع، وتقنيات المنازل الذكية لمراقبة استخدام الطاقة وأنظمة الأمان وغير ذلك الكثير.
ويُساهم التحول الرقمي في قطاع العقارات في تقديم خدمة أفضل من خلال تحليل البيانات والمعلومات، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات ذكية بالإضافة إلى تحسين الكفاءة، وتوفير الموارد في جميع المجالات دون التضحية بجودة الخدمة التي يتوقعها العملاء من أي عقار سكني أو تجاري.
كما تقدم تكنولوجيا العقارات “بروبتيك”، مجموعة من المزايا لأي مالك عقار، بدءًا من الدقة والكفاءة المحسنتين في أنظمة إدارة الممتلكات الخاصة بهم إلى لوحات المعلومات الرقمية الشاملة التي تقدم رؤية واضحة لعملياتهم. بالإضافة إلى تقنيات المنازل الذكية التي تساهم في تعزيز كفاءة عمليات صيانة الممتلكات، والمساعدة في توفير استهلاك الطاقة.