سجّل قطاع الأسمنت السعودي أداءً قوياً خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، مدفوعاً بارتفاع الطلب المحلي على المنتج، رغم التراجع الملحوظ في صادرات القطاع.
فقد أظهرت بيانات الإحصائية الشهرية التي نشرتها شركة أسمنت اليمامة. نموًا في إجمالي المبيعات – المحلية والتصديرية – بنسبة 13.1% على أساس سنوي، لتصل إلى 22.49 مليون طن بنهاية مايو، مقابل 19.88 مليون طن في الفترة ذاتها من العام الماضي، أي بزيادة قدرها 2.61 مليون طن.
طلب محلي قوي يقود النمو
وبحسب البيانات، كانت الزيادة مدفوعة أساساً بارتفاع المبيعات المحلية التي بلغت 21.85 مليون طن خلال أول خمسة أشهر من 2025، مقارنة بـ 19.15 مليون طن خلال الفترة ذاتها من 2024، في حين استحوذت “أسمنت اليمامة” على الصدارة في السوق المحلي.
فقد باعت “أسمنت اليمامة” 3.02 مليون طن داخل المملكة، محققة نمواً سنوياً نسبته 34%، ما منحها حصة سوقية بلغت 13.84% من إجمالي المبيعات المحلية. من جهتها، سجّلت شركة “أسمنت السعودية” مبيعات محلية بلغت 2.29 مليون طن منذ بداية العام وحتى نهاية مايو، بزيادة 19% عن الفترة المماثلة من العام السابق، لتستحوذ على 10.47% من السوق المحلي.
انكماش في صادرات الأسمنت
على الجانب الآخر، سجلت مبيعات التصدير تراجعاً ملحوظاً بنسبة 11.4%، حيث انخفضت إلى 646 ألف طن مقارنة بـ 729 ألف طن خلال نفس الفترة من 2024، بفارق قدره 83 ألف طن.
ورغم هذا الانخفاض، بقيت شركة “أسمنت السعودية” اللاعب الأكبر في التصدير، مستحوذة على 84.5% من صادرات القطاع بإجمالي 546 ألف طن، إلا أن مبيعاتها الخارجية تراجعت أيضاً بنحو 5% مقارنة بالعام الماضي.
مؤشرات قوية على التعافي المحلي
تعكس هذه الأرقام انتعاشًا لافتًا في الطلب المحلي على الأسمنت، وهو ما قد يشير إلى نمو في النشاط العمراني والمشاريع الإنشائية داخل المملكة، لا سيما مع توجه الدولة لتعزيز قطاع الإسكان والبنية التحتية ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030. وفي المقابل، قد يمثل انخفاض التصدير تحدياً أمام شركات الأسمنت، خصوصًا في ظل تقلبات الأسواق الخارجية وارتفاع التكاليف اللوجستية.