صُنفت مكة المكرمة من أسرع المدن في العالم نمواً في قطاع الفندقة والسياحة, حيث شهدت خلال العامين الماضيين أعلى نسبة نمو في عدد الفنادق بمستوى خمسة نجوم في تاريخها، وزيادة بالغرف الفندقية هي الأكبر في تاريخها, حيث جمعت كل العلامات الفندقية المشهورة دوليا، وبمختلف نجوم وتصنيفات الفنادق والوحدات الفندقية, مما جعلها تجني عوائد ربحية كبيرة.
مكة أغلى قطاع استثماري في العالم
وتعزز رؤية المملكة 2030 اهتمام القطاع الخاص بصناعة عالم فخم في مجال الفندقة وذلك بتوجه الحكومة إلى زيادة في تأشيرات العمرة مما يستدعي الأمر زيادة السعة الاستيعابية للنزل والوحدات السكنية خصوصاً المناطق المحيطة بالحرم المكي أو المسجد النبوي بالمدينة المنورة، مما يترك أثر إيجابي للعائد المادي على قطاع الفنادق، فمكة المكرمة تعتبر أغلى استثمار قطاع عقاري على مستوى العالم، حيث يصل سعر المتر المربع في بعض القطع المحيطة بالحرم إلى مليون ريال، وزيادة منح تأشيرات للعمرة بالتدرج للسنوات القادمة، يتماشى مع استكمال أعمال التوسعات الضخمة للحرم المكي حتى تصل وفقاً لخطة الرؤية 2030 إلى 30 مليون معتمر سنوياً مما يعني الطلب على مزيد من إنشاء مشاريع لقطاع الإيواء لتوفير الآلاف من الغرف الفندفية لاستيعاب تلك الأعداد الكبيرة.
ملياري مسلم يأملون زيارة المناطق المقدسة
في وجود أكثر من ملياري مسلم بالعالم يأملون زيارة العاصمة المقدسة والمدينة المنورة, أكد عبدالرحمن الصانع نائب رئيس لجنة السياحة الوطنية بمجلس الغرف السعودية أن مكة المكرمة والمدينة المنورة تحظيان بأكبر عامل جذب على المستوى العالمي، وأضاف الصانع أن نجد قطاع الإيواء في العاصمة المقدسة، ممثلا بالفنادق والشقق السكنية يحقق نسب جيدة من الأشغال يزيد على 70% سنوياً من الطاقة الاستيعابية المتاحة في العاصمة المقدسة، وهي النسبة الأفضل على مستوى مناطق للفنادق والشقق الفندقية، كما أن متوسط الأسعار للغرف هو الأعلى، فذروة الموسم تعتبر في رمضان، ثم فترة موسم الحج، وتباع بعض الغرف في العشر الأخيرة من رمضان بزيادة أربعة أضعاف متوسط سعرها العادي، وكذلك تنخفض الغرف في فترة الركود إلى أقل من ربع سعرها الحقيقي، وفي الأعوام الأخيرة وبالرغم من مشاريع التوسعات للحرم المكي الشريف، مشاريع حكومية متعددة مرتبطة بالتوسعة، رغم ذلك تواصل نمو الفنادق الكبيرة وتشغيلها من قبل شركات عالمية كبرى.
نسبة الإشغال 100% للفنادق
وفي سياق مماثل أبان إسماعيل سري مدير عام فندق كونراد مكة إن مكة المكرمة شرفها الله بمميزات كثيرة، ومنها فرص العمل الكبيرة في القطاع الفندقي، ويرى سري أن هنالك تغير كبير في قطاع الإيواء في مكة المكرمة، فلدينا نحن على سبيل المثال في كونراد مكة سَعوَدَة وصلت إلى 38% ومنهم مدراء أقسام ومدراء مناوبين، وأيضاً استطعنا تحقيق تغير في ثقافة العمل والاحترافية فيه وتقديمه بروح الفريق الواحد.
وأوضح سري أن فترة ذروة الموسم خاصة العشر الأخيرة من رمضان لهذا العام حققت 100% إشغال للغرف بدون أن ندعي جهود تسويقي، وبالطبع يحصل فترات ركود، ولكنها قليلة نسبيا، ولا تزيد عن متوسط 40% عادة، ودوّل الخليج خاصة والسعوديين عموما، هم الأكثر زيارة لمكة المكرمة وطلبا لخدمة الفنادق الراقية، وهم بالطبع لا يحتاجون لتأشيرة زيارة المملكة.
2532 منشأة مرخصة بمكة المكرمة
وحسب إحصاءات حديثة لمركز المعلومات السياحية «ماس» فإن عدد الفنادق والشقق الفندقية المرخصة بمكة المكرمة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني 2532 منشأة.
والجدير بالذكر أن عدد التأشيرات المصدرة للمعتمرين هذا العام بلغت حتى شهر رمضان لهذا العام ستة ملايين ومائتان وثمانون ألف تأشيرة عمرة من مختلف قنصليات وممثليات المملكة بمختلف دول العالم، ويعتبر المعتمرون من الجنسية المصرية على قائمة الأكثر عدداً في الحصول على تأشيرة العمرة على مستوى دول العالم الإسلامي، ثم باكستان وبعدها تركيا.