حققت المزادات العقارية، التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين مكاسب عديدة للقطاع العقاري ولوّحت بإشارات إيجابية مؤكدة صحوة السوق العقاري من ركوده وبداية لانتعاش يعوضه ما تعرض له في الفترة الأخيرة.. وأحدثت هذه المزادات حراكا كبيرا في سوق العقار بصورة عامة، سواء كان من حيث الأسعار المعقولة والمقبولة، أو من حيث الإقبال الكبير من جانب رجال الأعمال والمستثمرين..وأبرز هذه المزادات هي مزادات تركة الراجحي وسرايا الرياض وتلال حطين.
وعلى سبيل المثال فقد ضخت مزادات تركة الراجحي بعض عقاراتها التي طرحت في المزادات الثلاثة ما يقارب ملياري ريال، وهذا يُعضد ما ذهبنا إليه في عنونة المقال السابق (هل سيبتلع السوق المزادات القادمة؟).. وقد مثلت مزادات تركة الراجحي وسرايا الرياض وتلال حطين نموذجاً ناجحاً ومتميزاً للمزادات من حيث النجاح والإقبال الذي أدهش رواد سوق العقار، من خلال عدة خطوات، أبرزها: التنظيم للمزاد والتسويق له، ويبدأ المزاد من سعر التقييم وتشجيعاً للمشترين والمساهمين على حدٍ سواء، من هنا يمكن تقييم حالة السوق العقارية بكل وضوح وذلك لتوازن الطلب والرغبة الأكيدة في الشراء مع العرض الجاد في البيع، ويصادف هذا كله عطش المهتمين والمستثمرين للشراء، مع مرونة تامة في السداد والإفراغ.
كما كشف مزاد مخطط القدس، شرق الرياض على سبيل المثال الذي تزايد فيه 1500 مزايد جموح السوق العقاري وعنفوانه نسبة لاكتمال الحي ووجوده وسط أحياء متكاملة البناء، رغم أن بعض المزادات لها رغبات خاصة..ولكن ومن إيجابيات حراك المزادات دخول المواطنين للشراء المباشر للقطع السكنية المطروحة، وذلك بعد أن تبددت مخاوفهم التي نشرتها بعض مواقع التواصل وهي تعلن بدون رؤية واضحة انهيار عرش السوق العقاري، فعاد الابن البار يزف البشرى لقطاع يضم أكثر من 200 نشاط.
ومع زيادة العرض في السوق العقاري وخاصة في المخططات السكنية يتوقع أن يتزايد المعروض مع انخفاض الأسعار بما يتوافق مع القدرة الشرائية لبعض شرائح المجتمع.. وبعد هذه المزادات التي جرت تبين أن انخفاض الأسعار كان معقولا ووجد قبولا من المشترين والمستثمرين. وسيكون ذلك دافعاً ومحفزاً لأصحاب الأراضي والأملاك والمخططات للشروع في تقييم الوضع الجديد والدفع بما لديهم بكل جرأة للسوق.
لقد واكتب أملاك فعاليات هذه المزادات وقامت بتغطيتها بمهنية مميزة كانت محل إشادة كبيرة وسط رجال الأعمال وأصحاب المزادات أنفسهم..وفي الختام نقول إن الإقبال الكبير على المزادات، لهو أكبر دليل على أن سوق العقار مازال متعطشا للمزيد منها، لأنها أحدثت حراكا أنعش بصورة كبيرة السوق العقاري، وجعل العقاريين يشعرون بتفاؤل أن القادم أفضل في المستقبل.