الحج.. إنجازات على مر التاريخ
عبدالعزيز العيسى
تتجلى عظمة المملكة العربية السعودية وقوة تخطيطها ودقته، وفقًا لمتطلبات كل مرحلة، في نجاحها المطلق في إدارة الحشود المليونية خلال فترة الحج, فكل عام، تستقبل المملكة ملايين الحجاج دون أن تحدث اختلاطات في المسارات أو تصادمات عكسية، مما يؤكد كفاءة المنظومة المتكاملة التي تدير هذا الحدث العظيم.
وقد أعلنت الهيئة العامة للإحصاء أن إجمالي أعداد الحجاج لهذا العام 1446هـ بلغ 1,673,230 حاجًا وحاجة، منهم 1,506,576 حاجًا وحاجة قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة. وكالعادة، سجلت المملكة نجاحًا منقطع النظير في تنظيم وتوجيه حركة الحجاج بطريقة تضمن سلامتهم وتسهيل أداء مناسكهم بشكل منظم وآمن، كان ذلك نتيجة لتخطيط دقيق ومسبق بالتنسيق مع جميع الجهات ذات الصلة، لتتم عمليات التفويج بكل يسر وسلاسة في مشاهد مهيبة تعكس عظمة الحج وقوة إرادة القائمين على خدمة ضيوف الرحمن، هذا فضلًا عن توفير استراتيجيات لمواجهة الطوارئ والحد من الازدحام.
رب سائلٍ يسأل: كيف تستطيع المملكة إسكان وإعاشة كل هذه الحشود في نطاق ضيق على حدود مكة المكرمة؟ وكيف تستطيع المحافظة على صحة البيئة والشوارع والطرقات مكتظة بالحجاج على مدار الساعة؟ وغيرها من الأسئلة التي تجد إجابتها في سجل إنجازات حج 1446هـ.
لقد عملت أمانة العاصمة المقدسة والجهات المقدمة للخدمات على قدم وساق لضمان توفير الراحة والطمأنينة من خلال منظومة متكاملة من الخدمات، حيث أصدرت الأمانة 3,149 تصريح إسكان نظامي يستوعب أكثر من 1.8 مليون حاج. تتضمن هذه التصاريح 428,289 غرفة سكنية، موزعة على مساحة إجمالية تبلغ 7,635,086متر مربع، هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي مؤشر على التخطيط الدقيق والمدروس لضمان أن يجد كل حاج مكانًا لائقًا لإقامته خلال فترة أداء المناسك.
ومما يبعث على الارتياح تخصيص28 مركزًا للخدمات البلدية داخل المشاعر المقدسة، و95 فرقة طوارئ للتدخل السريع ومعالجة البلاغات، إضافة إلى 177 صالة إيواء تستوعب أكثر من 15 ألف حاج. فيما بلغ عدد الكوادر البشرية المختلفة أكثر من 22 ألف كادر يقفون بجاهزية تامة لخدمة الحجيج وتسهيل مناسكهم.
وإذا أردنا أن نضع عنوانًا لحج هذا العام، فهو: «الأرقام تتحدث في سجل إنجازات الحج».